كونهن يعملن في أكثر القطاعات تقدما ببلادنا وفي أنبل المهن وأشرفها (الطب) لم يمنع من أن بعض كاتبات الأطباء يطلقن صيحات فزع إذ يشتكين من تردي أوضاعهن المهنية التي انعكست سلبا على حياتهن الاجتماعية. لعل أهم ما يشغل بال كاتبات الأطباء ضعف الأجر إذ تقول الآنسة م. وقد انطبعت على ملامحها علامات عدم الرضى «أعمل ككاتبة لطبيبين في نفس عيادة خاصة من ما يزيد عن 7 سنوات، ضعف الأجرة يقلقني كثيرا وهي لا تقدر على تغطية حتى مصاريف التنقل خاصة وأنني أضطرّ إلى استعمال الحافلة وعربة المترو لبعد العيادة التي أعمل فيها عن المنزل وإضافة إلى مصاريف النقل فإنني مجبرة على تخصيص مبلغ يومي للأكل لأن البعد واختناق حركة المرور في أوقات الظهيرة خاصة لا تشجعني على العودة للبيت». وتتحدث الآنسة (ب) بمقدار كبير من التذمر لتقول: «الطبيب الذي أعمل معه في العيادة يخصص لي مرتبا زهيدا في حدود 150د شهريا رغم أنني أرضى بهذا المرتب لظروف عائلية خاصة فإن ما يزيد في تعكير مزاجي ويخلف شعورا «بالستراس» أن هذا الطبيب يسأل عن كلّ كبيرة وصغيرة ويحاول حشر أنفه في حياتي الخاصة وهو أمر غير معقول». السيدة (ب) تعمل كاتبة في احدى العيادات منذ فترة طويلة ورغم أنها تمدح تصرفات ومعاملة الطبيب لها إلا أنها تقول: «أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة أطفال وفي الحقيقة فإن المرتب ضعيف ولا أقدر على تلبية طلباتهم». *طلبات غريبة الأسوأ من كل هذا ان بعض الأطباء يطلبون منهن القيام بأعمال ليست من مهامهم في شيء إذ تصر احدى الكاتبات بطريقة تحمل مقدارا كبيرا من السخط: «بعض الأطباء يحاولون استغلال تواجد الكاتبة ليطلب منها كنس وتنظيف العيادة وما يحزّ في النفس أنه يسمح لنفسه بأن يدعوها لشراء علبة السجائر له ولشراء بعض المشتريات الخاصة الأخرى والأسوأ من هذا فقد يدعوها إلى تنظيف سيارته وإزالة ما لصق بها من أتربة وغبار». أمام ما تقدم من صور يومية تحدث في بعض العيادات الخاصة من الضروري أن يعيد أمثال هؤلاء الأطباء النظر في الوضعيات المهنية لكاتباتهم وتمكينهن من التمتع بكافة حقوقهن في التغطية الاجتماعية وأن لا يحاولوا استغلالهن في قضاء شؤون ليست من مشمولاتهن ولا تمت لوظائفهن بشيء نقول هذا لأننا نغار على قطاع الطب ونريده أن يبقى مثالا ونموذجا في كل شيء.