احتد الشجار مع احد الجيران، فحاولت «الانتحار» وألقت بنفسها من الطابق الرابع، سارعت بها السيدة علياء.م للمصحة وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل والإسعافات الأولية، طلب منها الدكتور اقتناء «ركبة» اصطناعية تستورد من فرنسا ويفوق ثمنها الألف دينار. تعافت وأدخلت الفرح للبيت من جديد بعد أن عاشت السيدة علياء وزوجها أسبوعا من الحزن والتوتر مخافة أن تموت « زازي»... القطة المدللة.
التقينا السيدة علياء باحدى المصحات الخاصة للحيوانات حيث كانت تعرض قطتها «زازي» للفحص...أخذت القطة مكانها في ركن هادئ وفي انتظار التمتع بخدمات «فندقية» عساها تنعم بقسط من الراحة. مكان مريح وهادئ تلتقي فيه الحيوانات للترفيه واللعب وفق رعاية وعناية بيطرية أثناء الاستضافة بالمصحة... خدمات متنوعة من تطعيم ونظافة وأشعة وجراحة إلى جانب قسم التجميل وقص الشعر... عشرات من القطط والكلاب وجدناها في المصحة وقد تناول كل واحد منها طعامه المفضل قبل أن يفحصه «الطبيب المختص»، ثم يخضع لحصة»التجميل». القطة قبل العمل «بعد أن تزوج أبنائي الثلاثة بقيت بمفردي مع زوجي وللتخلص من الوحدة القاتلة،اشتريت كلبا فرنسي الأصل، وقطعت عهدا على نفسي بان اعتني به وأدلله كما لم افعل من قبل مع أبنائي.» هذا ما قالته السيدة لورا فرنسية الأصل التي استقرت قبل أربع سنوات بتونس، أكدت أن مصاريف كلبها تفوق الثلاثمائة دينار شهريا. وأضافت» فرحت كثيرا عندما قالت لي صديقة انه يوجد بالضاحية الشمالية مصحة خاصة بالحيوانات الرفيقة تقدم خدمات فندقية متكاملة كالتجميل والترفيه والموسيقى...». يبدو أن ارتياد المصحات البيطرية لم يعد حكرا على طبقة معينة..إذ رغم أن المرتب الشهري للسيد على الورتاني لا يتجاوز ال600دينار، فقد وجدناه بأحد المصحات البيطرية، يعرض قطته «لونا»على الطبيب البيطري لأنها امتنعت عن تناول الطعام ويقول» من أصعب المسائل في تربية الحيوانات الأليفة،هي أنها لا تجيد التعبير عن أوجاعها. وهو ما جعلني أتغيب عن العمل اليوم لأتمكن من الاطمئنان على صحة القطة». وعلاوة على تقديم الخدمات البيطرية، تقوم العيادات بدور التثقيف والتوعية بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتساهم بما تقدمه من خدمات علاجية وخدمات عزل، وكذلك توعية الصغار في المجتمع بدور الحيوانات، كما تساعد أيضاً في نشر ثقافة الرفق بالحيوان. الاكتئاب مرض السكري وقصور القلب.. ومرض ضغط الدم والقصور الكلوي والحساسية والاكتئاب...كلها أمراض تصيب الحيوانات أيضا، ويقول الدكتور رضوان حدادة طبيب بيطري:» تطور وعي التونسي بتربية الحيوانات المرافقة بتطور الطب البيطري في تونس، واكشف يوميا على أكثر من ثمانية حيوانات من كلاب وقطط،ويحرص أصحابها على متابعتها حتى تشفى نهائيا.» وعن الإمراض التي تصاب بها الكلاب والقطط، قال الدكتور» القصور الكلوي هو أكثر مرض يهدد الكلاب والقطط، سيما وأن نسبة الشفاء منه لا تتجاوز ال50بالمائة بالنسبة إلى الحيوانات المتقدمة في السن، إلى جانب مرض «البارفو» ومرض الكاري..وهي أمراض فيروسية». لمرافقة الحيوانات الأليفة فوائد لا يمكن حصرها، لعل أهمها التوازن النفسي الذي توفره للأطفال وكبار السن خاصة للتغلب على الوحدة لأن « الإنسان دائم التوق إلى وجود شخص أو شيء يعتني به ويغدق عليه الحنان، وبعد تزوج الأبناء عادة ما يلجأ الأبوين إلى تربية كلب أو قطة كي لا ينبض نبع الحنان عندهما، ولان المشاعر التي لا تتجدد تموت.» كما يقول الطبيب النفسي. الحذر بيّن الطبيب النفساني القيمة الإنسانية للاعتناء بالحيوان، لكن رغم ذلك يجب الحذر منه حسب ما قال الدكتور البيطري رضوان بن حدادة أن «أهم ما يجب أن يقوم به أصحاب الكلاب والقطط هو توفير دواء «دود الامعاء» لأن مرض الدود المنتشر كثيرا عند الكلاب والقطط، هو مرض معد يمكن أن ينتقل للإنسان وخاصة الأطفال. ومن أهم الحالات التي شدت انتباه الدكتور البيطري أن» قطة أصيبت بسرطان الثدي،فقررت صاحبتها أن تعالجها في فرنسا وعند القيام بالفحوصات اللازمة، اتضح أن القطة تعاني من داء السكري وبعد حقنها ب»الأنسولين»، زال السرطان نهائيا وكانت المعجزة التي لم يجد لها الأطباء تفسيرا إلى حد اليوم. عمليات التجميل توفر المدرسة الوطنية للطب البيطري بسيدي ثابت خدمات بيطرية لحيوانات للمواطنين من خلال تمكينهم من فحص هذه الحيوانات وعلاجها بأسعار مدروسة وهو ما يتيح للطلبة بالمدرسة فرصة التعلم والتطبيق من خلال حضور حصص العلاج. ولكن اجمع ثلة من الطلبة الذين التقيناهم بالمدرسة على الصعوبة التي يتعرض لها البياطرة في ظل النقص الكبير في أنواع الأدوية وصعوبة التشخيص التي لا يمكن تذليلها إلا بتوفير المزيد من التجهيزات البيطرية.ذ ويجدر التذكير في هذا الصدد بأن عدد البياطرة في تونس لا يتجاوز ال1270 بينما تعج العيادات والمصحات البيطرية بحيوانات تنتظر العلاج وقد يقف عامل الوقت ونقص الدواء وراء موتها. وتبقى الحيوانات الأليفة في انتظار عمليات التجميل من شد «الجيوب الجلدية» تحت العينيين، وإخفاء التجاعيد في الوجه، وإصلاح ذيل الكلب الذي يحلم صاحبه بتحسين فرص كلبه المدلل في مسابقات الجمال الخاصة بالكلاب.