باسم اللّه الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين بالاطلاع على فحوى الحديث الذي أجرته جريدة «الشروق» بواسطة الصحافي عبد السلام السمراني والمنشور بالصفحة الثامنة من الجريدة الصادرة يوم الثلاثاء 8 فيفري 2011 والمنسوب للمدعو الجيلاني بن رحومة وخاصة المراسلة المحتج بها والتي يدعي فيها أنها أرسلت الي من طرف شقيقة بن علي «نعيمة بن علي» يتضح ما يلي: أولا: المراسلة المحتج بها لا شيء يبرر وجودها بيد صاحب التصريح خاصة وقد تبين بمراجعة القضية الوارد رقمها بها، أنها لا تهمه لا من بعيد ولا من قريب ولا علاقة لها بما يدعيه من رفض رجل أعمال ايطالي دفع معلوم تسويغ مستودعات وهدم آبار من طرف البلدية (هكذا) إذ موضوع هذه القضية هو تعويض أضرار ناتجة عن حادث مرور ولم يكن هو طرفا فيها (يراجع نص الحكم الابتدائي عدد 60868 الصادر بتاريخ 14 أكتوبر 2006 والحكم الاستئنافي الصادر في القضية عدد 4992 بتاريخ 27 أفريل 2007 حسب النسخة المجردة منه المرافقة لهذا). ثانيا: ما يدعو للاستغراب وجود الوثيقة المحتج بها لدى المدعو الجيلاني بن رحومة والحال أنه ليس طرفا في القضية مثلما سلف بيانه ولسائل أن يسأل كيف تحصل عليها؟ وهناك احتمالان على الأقل. أما أني سلمتها له وهذا غير ممكن إذ لا يوجد ما يفيد أنني اتصلت أصلا بها ففاقد الشيء لا يعطيه. أو تحصل عليها.. من المرأة المذكور اسمها فيها والتي ربما تكون مستاءة من الحكم القضائي الصادر عن محكمة الاستئناف بنابل عدد 4992 الذي لم يغير في شيء الحكم الابتدائي الصادر عن المحكمة الابتدائية بقرمبالية عدد 60868 وقضى باقراره دون الزيادة في الغرامات المحكوم بها لها ابتدائيا ضاربا عرض الحائط التدخل إن كان. وعلى رفض أن تلك المراسلة وجهت لي فعلا فلا غرابة في ذلك بحكم وظيفتي كرئيسة المحكمة فقد كنت أتلقى البريد اليومي من عرائض تظلم ولفت نظر وشكاوى مختلفة علاوة على الاتصال المباشر ممن يريد ذلك من المتقاضين وغيرهم. ومهما يكن من أمر، فليس بوسع أي مسؤول أن يمنع أيا كان من توجيه المراسلات إليه. على كل قدمت تلك المراسلة كحجة على تدخل نعمية بن علي في القضاء. وهذا ليس بجديد فهذه المعلومة أكل الدهر عليها وشرب وكلنا يعرف أن عائلة بن علي وحاشيته وكل من كانوا متصلين به يتدخلون في كل شيء وفي القضاء أيضا ومن يقول غير ذلك فهو ليس بصادق وعائلة بن علي لا تحتاج الى المراسلات لممارسة التدخلات والضغوطات وإنما تقوم بذلك إما عن طريق الهاتف أو بالاتصال المباشر أو غير ذلك من الوسائل.. لكن العبرة ليست في التدخل في حدّ ذاته وإنما في النتيجة التي يؤول إليها وبالنسبة إلى القضاء عامة ومحكمة الاستئناف بنابل خاصة فإن الأحكام التي صدرت في شأن القضايا التي وقعت فيها تدخلات تشهد بذلك وإني أحيي بالمناسبة كل القضاة الشرفاء (وهم كثيرون) الذين لم يتأثروا بالتدخلات ولم يرهبوا من أي كان رغم الضغوطات التي مورست عليهم وأصدروا أحكاما تشرفنا في الدنيا والآخرة. على كل لو كانت لعائلة بن علي وغيرهم حظوة لدي لما عاقبوني وأقالوني من رئاسة محكمة الاستئناف بنابل في جويلية سنة 2008 وأحالوني على محكمة التعقيب كرئيسة دائرة بها وهو منصب لم أباشره مطلقا وفضلت البقاء بالبيت من 16 جويلية 2008 الى غاية غرة ماي 2010 (تاريخ حصولي على التقاعد) لأن كرامة القاضي الشريف أغلى وأسمى من المناصب. والمرجو في نطاق حق الرد نشر هذا المقال مع الاعتذار عما صدر عنكم من معلومات لم تتحروا في صدقيتها. رفيعة بن عزالدين (الرئيسة الأولى لمحكمة الاستئناف بنابل سابقا)