الخدمة العسكرية شرف كبير لكل شاب تونسي اصيل . فتحت الانتفاضة الشبابية العفوية في بلادنا هذه الايام على حقائق لم يكن الشباب متحمسا لها وجعلته يهرب من تقديم نفسه للخدمة العسكرية هذه الحقائق هي اقتراب اعوان الجيش الوطني من المواطن التونسي والمساهمة الفعالة في الحفاظ على مكتسبات الشعب والسهر على استتباب الامن وفتح المجال للعائلات والموظفين والتلاميذ والطلبة للتنقل المريح في كامل ارجاء البلاد. «الشروق» زارت رقيبا أول تحسر على انه لم يكن من بين زملائه الساهرين على استتباب الامن بعد ان تعرض لانهاء عمله من الجيش الوطني دون ان يتمكن من الحصول على ابسط حقوقه. في محاولة منه للفت نظر السادة المسؤولين عن الجيش الوطني وحتى يتم انصافه باعادته إلى حظيرة اعوان الجيش الوطني اتصل بنا الرقيب اول كمال نصيبي لعرض مشكلته على اعمدة جريدة الشروق بعد ان يئس سابقا من ابلاغ صوته. افادنا محدثنا الذي يدعى كمال بن رشيد بن محمد صاحب العدد الرتبي بدفتر التجنيد 41011/82 انه كان دائما يحلم بان يكون احد اعضاء الجيش الوطني الساهر على خدمة الوطن حتى تمكن من الانضمام اليه سنة 1982 كرقيب مباشروبعد عدة سنوات من العمل الفعلي وفي احد الايام كان اثناء القيام بعمله منشغلا بتنظيف مدفع ثلاثي مع بقية زملائه اذ به يشعر بألم في فخذه افاق بعد 3 ايام ليجد نفسه نزيل المستشفى وهو مصاب برصاصة غير مقصودة من سلاح كان بحوزة احد الجنود للتدرب عليها رقم الملف الطبي بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس 655/74254 . كان االرقيب انذاك منضبطا في عمله منفذا اوامر رؤسائه بدليل ترقيته الى رتبة رقيب اول بتاريخ 24/6/1987 وبعد ان تعافى نهائيا تم سراحه من الجندية دون ان يطلب ذلك وبالرغم من انه لم يكن هو السبب الرئيسي في الاضرار اللاحقة به الا انه لم يتسلم أي جراية ولا أي منحة بعد ان اصبحت لديه عائلة وفيرة العدد ليجد نفسه عاطلا عن العمل وتكفلت زوجته بالعمل في حظائر الفلاحة حتى توفر مستلزمات العيش الكريم وبقي يطالب باعادته للعمل حتى يتمكن من انهاء مدة المباشرة ليتسنى له التمتع بالتقاعد المبكر مثله مثل بقية زملائه. ما تم هو عدم ارسال ملفه الطبي والحكم الصادر والذي انصفه للوزارة المشرفة آنذاك وهو خطأ اداري كلفه فقدان حقه في الرجوع إلى العمل او الحصول على مرتب معقول بوصفه متضررا مباشرا. واليوم وبعد ان رأى زملاءه على الميدان وبعد الوقفة العظيمة للسيد رشيد عمار وهي وقفة تاريخية ستبقى عالقة باذهان كل التونسيين رأى محدثنا ان الامل عاد اليه من جديد لتقمص البدلة العسكرية من جديد ليكمل بقية عمله وحتى يساهم ولو بالقليل في استتباب الامن مع انه ينصح الشباب بان يندفعوا بكل تلقاية في الانخراط بسلك الجيش الوطني. لاحظنا تأثرا كبيرا على وجه الرقيب اول كمال بن رشيد كما عاينا محل سكناه المتواضع جدا والحالة المتردية له اما ابناؤه فقد كانوا متفائلين جدا بوجود مسؤولين عظماء بجهاز الجيش الوطني امثال رشيد عمار ليحصل والدهم على حقوقه.