في اطار متابعته لمسار التنمية والانجاز بمختلف أنحاء البلاد أشرف الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية المنستير. وألقى رئيس الدولة بالمناسبة كلمة في ما يلي نصها الكامل : «أرحب بكم في هذه الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية المنستير مشيدا بمآثر هذه الجهة وبمكانتها في تاريخ تونس القديم والحديث مقدرا حماس أبنائها ووفاءهم لخيارات التحول والإصلاح وانخراطهم بحيوية في مسيرة التنمية الوطنية الشاملة. وقد حظيت ولاية المنستير بعناية موصولة في عهد التغيير فبلغت الاستثمارات العمومية المنجزة بها ثمانمائة وسبعين مليون دينار ( 870 م د ) جعلت منها اليوم قطبا تنمويا مشعا فلاحيا وصناعيا وسياحيا. وشملت الإنجازات بولاية المنستير تطوير قطاع الفلاحة والصيد البحري بهدف تأهليه وتحسين مردوده فتم تعميم منظومة الاقتصاد في الماء بالمناطق السقوية العمومية وتنمية قطاع تربية الماشية وتطوير قطاع الزيتون وسائر الأشجار المثمرة علاوة على تدعيم الزراعات المحمية وتأهيل موانئ الصيد البحري. أما في القطاع الصناعي فقد تم تركيز ألف ومائتين وإحدى وستين ( 1261) وحدة صناعية بالجهة من بينها ستمائة وسبع ( 607) وحدات مصدرة لإنتاجها بصفة كلية . وتم تأسيس أربعة مراكز قطاعية للتكوين المهني مختصة في مهن الخشب والإكساء بالمنستير والنسيج بقصر هلال والإكساء والزرد ببنبلة .وساعدت كل هذه الجهود على تطوير القطاع الصناعي بالولاية وتعزيز الصلة بين أجهزة الإنتاج والمؤسسات الجامعية. وفي قطاع السياحة تم تطوير المنطقة السياحية بالجهة لتشمل اليوم ثماني و أربعين (48) وحدة فندقية تتسع لحوالي أربعة وعشرين ألف سرير (000 24) وتضم ميناء ترفيهيا وملعبين للصولجان. وقد مكنت الاستثمارات الموجهة الى تطوير البنية الأساسية من تحسين ما يناهز سبعين كيلومترا ( 70 كلم ) من الطرقات المرقمة وتقوية مائة وعشرة كيلومترات ( 110 كلم ) من الطرقات الأخرى فضلا عن تهيئة مداخل ثماني عشرة مدينة (18) ومضاعفة الطريق الجهوية رقم 92 الرابطة بين المنستير وخنيس وتهيئة وتعبيد مائتين وثلاثة وعشرين كيلومترا (223 كلم ) من المسالك الريفية. وقد أحدثنا جامعة بالمنستير بعد أن عززنا قطاع التعليم العالي بالجهة منذ التحول بسبع مؤسسات جديدة ليبلغ عددها حاليا اثنتى عشرة مؤسسة تستقطب حوالي سبعة عشر ألف طالب (000 17). وحرصنا على دعم الاختصاصات العلمية والتكنولوجية بهذه المؤسسات فأحدثنا خمسة معاهد عليا هي المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقصر هلال والمعهد العالي للبيوتكنولوجيا والمعهد العالي للإعلامية والرياضيات والمعهد العالي لمهن الموضة بالمنستير والمعهد العالي للغات المطبقة في الأعمال والسياحة بالمكنين إضافة إلى المعهد التحضيري للدراسات الهندسية والمدرسة الوطنية لعلوم وتقنيات الصحة بالمنستير. كما شهدت مؤشرات ظروف العيش بالولاية تحسنا مطردا إذ بلغت نسبة التنوير 98.6 بالمائة في سنة 2003 وارتفعت نسبة التزود بالماء الصالح للشراب إلى حوالي 99.7 بالمائة. وفي اطار المحافظة على البيئة وتحسين نوعية الحياة شهدت الولاية فى عهد التحول بناء عدة محطات تطهير كما هو الحال في الفرينة وصيادةوالساحلين والوردانين. وتم الشروع في إنجاز محطة بني حسان طوزة مما سمح برفع نسبة الربط بشبكة التطهير الى75.3 بالمائة سنة 2003 مقابل 31.1 بالمائة سنة 1987. ويمثل المخطط العاشر مرحلة مهمة في مسيرة ولاية المنستير التنموية ستمكنها من تطوير مردودية الأنشطة الاقتصادية بها ودعم قدرتها التنافسية والتقدم في إرساء اقتصاد المعرفة ودفع الأنشطة المجددة ومزيد تطوير البنية الأساسية وتعزيز التنمية الفلاحية وتحسين نوعية الحياة. ولتجسيم هذه الأهداف رصدت لفائدة الجهة استثمارات عمومية تقدر بأربعمائة وستة وثلاثين مليون دينار (436 م د ). وقد خصصت للقطاع الفلاحي اعتمادات تفوق خمسة عشر مليون دينار ( 15 م د ) ستمكن من إحداث مائتين وعشرة هكتارات (210 هك ) من المناطق السقوية وتوسيع ميناء طبلبة وميناء صيادة والشروع فى توسيع ميناء البقالطة وتهيئة خمسة آلاف هكتار (5000 هك) من مصبات الأودية وتهيئة ألف هكتار ( 000 1 هك ) من المراعي. و إثراء لهذه المكاسب نأذن بإنجاز مشروع تنمية فلاحية متكامل يشمل معتمديات المكنين وزرمدين وبنى حسان وذلك بهدف دعم النشاط الفلاحي وحماية الموارد الطبيعية وحسن استغلالها والرفع من مستوى دخل المنتفعين علاوة على إحداث مشاريع ومهن صغرى للشباب والمرأة الريفية بمناطق تدخل المشروع. واعتبارا لأهمية البنية الأساسية ودورها الحيوي في تحسين القدرة التنافسية لجهاز الإنتاج واستقطاب الاستثمار رصد المخطط العاشر لفائدة ولاية المنستير مبلغ ثلاثة وخمسين مليونا وثلاثمائة ألف دينار( 53.3 م د ) لمواصلة تطوير شبكة الطرقات الوطنية والجهوية ودعم الطرقات المهيكلة. ويشمل البرنامج تهيئة الشبكة على مسافة ستة وسبعين كيلومترا ( 76 كلم ) منها أربعة عشر كيلومترا ( 14 كلم) لربط مدينة المنستير بالطريق السيارة مساكن / صفاقس عبر الطريق الجهوية رقم 100 وتهيئة مدخل مدينة الساحلين. كما يشمل تعبيد ستة وخمسين كيلومترا (56 كلم) من الطرقات المرقمة وتطوير الشبكة على طول ثمانية عشر كيلومترا ( 18 كلم ) وتهيئة وتدعيم ثلاثين كيلومترا (30 كلم ) من الطرقات المهيكلة منها إنجاز منعرج الساحلين ومنعرج على مستوى مدينتي قصر هلال والمكنين بالإضافة الى إنجاز جسرين على وادي المالح وتهيئة وتعبيد أكثر من مائة كيلومتر من المسالك الريفية. كما تم تخصيص ثمانية ملايين وتسعمائة ألف دينار (8.9م د ) لتطوير مطار المنستير. وتعزيزا لهذه الجهود نأذن ببناء طريق مهيكلة تربط مدينتي جمال والوردانين بمدينة سوسة وبالشروع في إنجاز قسط أول منها على مسافة عشرة كيلومترات ( 10 كلم) يربط بين الوردانين وزاوية سوسة عبر الثريات وكذلك بتهيئة وتعبيد طريق مسجد عيسى من الطريق المحلية رقم 827 الى الطريق الجهوية رقم 82. ونأذن أيضا بتعصير الطريق الرابطة بين جمال وزرمدين ومد شبكة تنوير عمومي بها وبتهيئة مدخلي مدينتي قصر هلال والمكنين من جهة جمال. وحرصا منا على إرساء مجتمع المعرفة وتطوير الاقتصاد اللامادي بالجهة بما يوفر جيلا جديدا من المستثمرين مؤهلين للتحكم في التقنيات الحديثة للاتصالات ويساعد على الانصهار في الاقتصاد المعولم تضمنت المشاريع بولاية المنستير جملة من الاستثمارات موجهة إلى التعليم العالي مقدارها حوالي تسعة عشر مليون دينار (19 م د ) ستمكن بالخصوص من إحداث معهد عال للتجارة والمحاسبة وبناء مقر المعهد العالي للإعلامية والرياضيات وتوسيع المعهد العالي للبيوتكنولوجيا وتهيئة قصر العلوم. ودعما لهذه الجهود نأذن بالشروع في إنجاز القطب التكنولوجي الذي قررنا إحداثه بولاية المنستير والذي سيختص في النسيج والملابس والأنشطة ذات العلاقة بالجهة ويستفيد من مؤسسات التعليم العالي بالولاية ويمكن من تطوير الابتكار والإبداع بما يرتقي بالأنشطة ذات القيمة المضافة العالية ويعزز القدرة التنافسية لهذا القطاع. و إثراء للمكاسب المسجلة فى مجال المحافظة على البيئة وتحسين نوعية الحياة تضمن المخطط العاشر لفائدة الجهة اعتمادات بمبلغ مائة و اثني عشر مليون دينار (112 م د ) منها ما سيخصص لمواصلة مجهود التطهير وصرف مياه الأمطار وحماية المدن من الفيضانات ومنها ما سيوجه لفائدة بلديات الولاية لتتمكن من إنجاز مخططاتها الاستثمارية فضلا عما سيخصص منها للتنوير والماء الصالح للشراب. ويتضمن البرنامج الذي تم إقراره لفائدة الولاية بعنوان المحافظة على البيئة وتحسين نوعية الحياة مواصلة العمل على تعميم خدمات التطهير ولا سيما بإنجاز القسط الأول من المشروع الرابع لتطهير الأحياء الشعبية الذي يهم واحدا وعشرين حيا شعبيا وإنجاز المصب المراقب بمسجد عيسى ومراكز التحويل التابعة له بالإضافة إلى اعتماد المعالجة الثلاثية للمياه المستعملة بمحطات التطهير التى تلقى بالمياه في البحر وحماية السواحل من الانجراف البحري. وسعيا إلى مزيد تحسين الخدمات الجماعية والمرافق الأساسية نأذن اليوم بمواصلة تهيئة وادي الغسيل بالمكنين وبإنجاز برنامج خصوصي استثنائي لدعم مجهود التطهير بمدن قصر هلالوطبلبةوالبقالطةوصيادة. كما نأذن بإنجاز برنامج خصوصي استثنائي لتعزيز المجهود البلدي فى مجال تهيئة وتعبيد الطرقات. إنني واثق بأن أبناء ولاية المنستير سيواصلون المثابرة على تنويع العمل التنموي بجهتهم و إثرائه وتوسيع روافده وتركيز عنايتهم على تعزيز قاعدة القطاعات الاقتصادية الواعدة كالفلاحة والصناعة والسياحة بما يحدوهم من روح الاجتهاد والاستنباط في إطار حرصنا على أن تكون كل الجهات أقطاب تنمية مبدعة ومتميزة تسهم بنشاط وفاعلية في كسب رهان المستقبل لبلادنا وشعبنا». واثر كلمة رئيس الدولة فسح المجال لتدخلات أعضاء المجلس الجهوي لاستعراض مكاسب وخصائص العمل التنموي بسائر مناطق الولاية وما يمكن انجازه من برامج ومشاريع تكميلية لاسيما على مستوى المرافق الأساسية والتجهيزات الجماعية. وقد اقر الرئيس زين العابدين بن علي في هذا الخصوص اجراءات اضافية تشمل المرافق والتجهيزات الجماعية حيث اذن بمد شبكة للتنوير العمومي بمنطقة عميرة حاتم والجنايحة بالغنادة وباقتناء سيارة إسعاف لمركز الصحة الاساسية بمعتمدية بنى حسان . ودعما لمختلف اوجه الانشطة الشبابية بولاية المنستير ولا سيما المتصلة منها بالمجال الرياضي اذن رئيس الدولة بتهيئة الملعب الرياضي بطوزة من معتمدية قصيبةالمديوني وبتنوير الملعب البلدي بخنيس من معتمدية المنستير . واهتم سيادة الرئيس بتنشيط الحياة الثقافية بالمناطق الداخلية بالولاية وأذن لهذا الغرض باقتناء حافلة لفائدة شباب الجهة . وفي اطار الحرص المتواصل على الإحاطة بتطلعات المواطنين بكافة المناطق والجهات أثار رئيس الدولة بعض المشاغل المتصلة بالتجهيزات والمرافق الجماعية .واعطى فى هذا الصدد تعليماته بإتمام القاعة المغطاة بالمنستير في أسرع الآجال باعتبار ما يكتسيه هذا الإنجاز من اهمية لشباب ورياضيي الجهة. كما أذن ببناء مدارج بالملعب البلدى بجمال. وتجسيما لما تحظى به المعالم الدينية والتاريخية من رعاية متواصلة أذن سيادة الرئيس بترميم وصيانة عدد من مقامات الأولياء وهي مقام سيدي المازرى بالمنستير وسيدي خليفة بالمكنين وسيدي عياش بطبلبة وسيدي عمار بصيادة وسيدي المايل المصدور ببنبلة وترميم وصيانة جامع النور بمنزل النور ببنبلة. وقد عبر أعضاء المجلس الجهوي لولاية المنستير عن بالغ اكبارهم وامتنانهم لسيادة الرئيس لما أذن به من اجراءات شملت كافة أوجه العمل التنموي والاحاطة الاجتماعية وتعزيز البنية الأساسية لفائدة سائر مناطق الولاية مجددين اعتزازهم بما تحظى به هذه الجهة من عناية سامية من لدن رئيس الجمهورية ومؤكدين تعلق مواطني المنستير بسياسة الرئيس زين العابدين بن علي لما تحققه من مكاسب هامة امنت مقومات التطور والعيش الكريم بالجهة وباعتبارها الضامن لمستقبل أفضل لكل التونسيين.