في اطار متابعته المتواصلة لمسيرة التنمية بمختلف الجهات ومعاينة التقدم في تنفيذ ما رسملها من خطط وبرامج أشرف الرئيس زين العابدين بن علي صباح امس ببنزرت على الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية بنزرت. وألقى رئيس الدولة بالمناسبة كلمة في ما يلي نصّها: «نتولى اليوم الاشراف على هذه الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي لولاية بنزرت في اطار ما دأبنا عليه من متابعة متواصلة لمسيرة التنمية بمختلف جهات الجمهورية والاطلاع على ما سجلته من تقدم في تنفيذ ما رسم لها من مخططات وبرامج. وإذ ارحب بكم في هذه المناسبة فاني أحيي من خلالكم جميع مواطني هذه الولاية ومواطناتها مقدرا التفافهم حول خياراتنا الوطنية واسهامهم النشيط في خدمة جهتهم. لقد أولينا ولاية بنزرت منذ التحول عناية متواصلة فاتخذنا لفائدتها مجموعة من الاجراءات مكنتها من ارساء اقتصاد متنوع ومتطور شمل مختلف مجالات التنمية باستثمارات عمومية بلغت من سنة 1987 الى اليوم حوالي ألف واربعمائة وثمانية وثلاثين مليون دينار (1438م.د). ودعمنا البنية الأساسية للقطاع الفلاحي بولاية بنزرت بانجاز سد سجنان وبناء اربعة عشر سدا تليا وسبع وسبعين بحيرة جبلية وهيأنا تسعة الاف وخمسمائة وستين هكتارا (9560 هك) من المناطق السقوية العمومية بالاضافة الى استصلاح خمسة الاف وثلاثمائة وخمسة وسبعين هكتارا (5375 هك) ليبلغ مجموع المساحات السقوية بالولاية واحدا وعشرين الفا وخمسمائة هكتار (21500 هك). كما شملنا بالعناية تنمية قطاع الصيد البحري باقامة ثلاثة موانئ للصيد الساحلي بسيدي مشرق ومنزل عبد الرحمان وكاب زبيب وبجهر ميناء غار الملح وحمايته من تراكم الرمال وتهيئة ميناء الصيد البحري العتيق ببنزرت. وعززنا القطاع الصناعي كذلك بعدة احداثات جديدة تخص تركيز فضاءات بحي النصر بماطر وتوسيع المنطقة الصناعية بمنزل بورقيبة وانجاز منطقة صناعية بغزالة وفضاء للانشطة الاقتصادية ببنزرت ومنزل بورقيبة. وتوجد اليوم بولاية بنزرت ثلاثمائة وخمس وعشرون (325) مؤسسة صناعية توفر حوالي ثلاثة واربعين الف (43000) موطن شغل واحدى عشرة وحدة سياحية تقدر طاقة ايوائها باكثر من الفين وخمسمائة سرير (2500). أما في ما يخص تنمية الموارد البشرية وتوفير المؤسسات التعليمية والتكنولوجية فقد عززنا النواة الجامعية باحداث كلية العلوم ببنزرت والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بماطر والمعهد العالي للصيد البحري وتربية الاحياء المائية ببنزرت بالاضافة الى احداث المركز القطاعي في التكوين المعدني بمنزل بورقيبة واعادة هيكلة مركز التكوين والتدريب بماطر. وتم تطوير المنشآت الجماعية الصحية والرياضية والشبابية ببناء المستشفى الجهوي الجديد ببنزرت وتجهيزه واقامة مستشفيين محليين واحداث واحد وستين مركزا للصحة الاساسية ومركزين عموميين لتصفية الدم كما تم انجاز المركب الرياضي وبناء قاعة مغطاة ببنزرت بالاضافة الى ثلاث قاعات رياضية واحداث ست دور للشباب ومسرح للهواء الطلق. واعتبارا لاهمية البنية الأساسية في توفير الظروف الملائمة لدفع مسار التنمية بالجهة تمت تهيئة الطرقات المرقمة على مسافة 260 كلم ودعمها وانجاز الطريق السيارة تونسبنزرت وبناء سبعة جسور وانجاز وتعبيد اربعمائة كيلومتر (400 كلم) من المسالك الريفية والفلاحية بالاضافة الى حماية ست مدن من الفيضانات. كما تم في اطار العناية بالمحيط انجاز مصب مراقب للنفايات المنزلية وتنفيذ مشروع تطهير بنزرت الكبرى واقامة محطة تطهير بمنزل بورقيبة وتطهير اكثر من ثلاثين حيا شعبيا وانجاز ثلاثة مشاريع للتنمية الحضرية المندمجة. وقد مكنت هذه الانجازات من تحسين ظروف عيش المتساكنين وتطوير مختلف المؤشرات التنموية بالولاية اذ بلغت نسبة ايصال النور الكهربائي الى المناطق الريفية اكثر من 97 بالمائة سنة 2004 مقابل 24 بالمائة سنة 1987 وارتفعت نسبة تزويد الريف بالماء الصالح للشراب الى حوالي 82 بالمائة سنة 2004 مقابل 25 بالمائة سنة 1987. وستشهد ولاية بنزرت في الفترة القادمة مرحلة جديدة من التنمية تتضمن بالخصوص تعزيز جهاز الانتاج وتنويعه ودعم الولاية كقطب جامعي وتكنولوجي وتطوير البنية الأساسية والتجهيزات الجماعية ومزيد الارتقاء بنوعية الحياة والنهوض بمجالات الاستثمار والتصدير والتشغيل. وقد رصد المخطط العاشر لتجسيم هذه الاهداف استثمارات عمومية بمبلغ خمسمائة وواحد وستين مليون دينار (561 م د) أي بزيادة حوالي 51 بالمائة من الاعتمادات بالنسبة الى المخطط التاسع. ولئن تركزت الجهود منذ التحول على تعبئة الموارد المائية بالجهة وترشيد استغلالها وتطوير الفلاحة المروية وتكثيف الزراعات الاستراتيجية وتحسين مردود الزراعات البعلية فان عنايتنا بالقطاع الفلاحي ستتواصل في المرحلة القادمة لاستكمال الخطة العشرية لتعبئة الموارد المائية وذلك باقامة ستة سدود كبرى مما سيمكن من تخزين اكثر من مائتي مليون متر مكعب من المياه. كما سيقع الشروع في انجاز سدين تليين والانتهاء خلال السنة الجارية من اشغال مشروع ري منطقة سجنان على مساحة ثلاثة آلاف هكتار (3000 هكتار). وتتضمن الخطة ايضا تهيئة مصبات الاودية على مساحة خمسة آلاف هكتار (5000 هك) وتشجير ثلاثة آلاف هكتار (3000 هك) بالغراسات الغابية والرعوية والانطلاق في تنفيذ مشروع تنمية المناطق الجبلية والغابات المندمجة وبرمجة مشروع لتنمية فلاحية مندمجة بجومين غزالة. وتمت في اطار دعم قطاع الصيد البحري برمجة اصلاح ميناء سيدي مشرق وحمايته وتهيئة أرضية اصلاح السفن واقتناء رافعة لميناء بنزرت. وتعزيزا لعنايتنا المتواصلة بقطاع الفلاحة والصيد البحري بالجهة ناذن بالشروع سنة 2005 في انجاز مشروع التنمية الفلاحية المندمجة بجومين وغزالة بكلفة ثلاثة واربعين مليون دينار (43 م د) وسيغطي هذا المشروع ستين ألف هكتار (60000 هك) موزعة على عشر عمادات بما يسهم في تحسين دخل خمسة وثلاثين الف مواطن (35000) من خلال تعبئة الموارد المائية وتهيئة المناطق السقوية وتجهيزها بمعدات الاقتصاد في المياه وغراسة الاشجار المثمرة وتنمية تربية الماشية واحداث مشاريع صغرى لتشغيل الشباب والنهوض بالمرأة الريفية ودعم البحوث التنموية. كما نأذن بوضع برنامج متكامل لتنمية تربية الاحياء المائية باستغلال المواقع الملائمة ولا سيما ببحيرة بنزرت وبالمسطحات المائية للسدود. وقد ركزنا الجهود ضمن المخطط العاشر على مزيد تطوير القطاع الصناعي بالولاية والرفع من قدرته التنافسية وتتضمن البرامج بهذا الخصوص توسيع معمل الفولاذ وتأهيله وتهيئة المنطقة الصناعية بمنزل بورقيبة التي ستكتمل اشغالها في أواخر السنة الجارية علاوة على اعادة تهيئة المناطق الصناعية بماطر وجرزونة ومنزل جميل واوتيك واحداث محضنة مؤسسات حول المعهد العالي للدراسات التكنولوجية. وسعيا منا الى الاسراع بتأهيل المناطق الصناعية نأذن بالمساهمة في تأهيل المنطقتين الصناعيتين بمنزل جميل وأوتيك بمساعدة مجمعي الصيانة والتصرف والشروع في الانجاز حسب المواصفات المطلوبة. وتيسيرا لعملية تركيز المؤسسات بالمنطقة الصناعية الجديدة بمنزل بورقيبة والتي ستنتهي أشغالها في موفى السنة الحالية نأذن كذلك بتهيئة مدخل هذه المنطقة. ولما كانت السياحة بالجهة قد شهدت بوادر انتعاشة واعدة بفضل ما تحقق من انجازات لفائدة هذا القطاع فان الجهود ستركز في المرحلة القادمة على دعم المنتوج السياحي وتنويعه وذلك بتوسيع المنطقة السياحية (سيدي سالم) واستغلال التنوع البيئي بالولاية تنمية للسياحة البيئية والرياضة البحرية. وسعيا الى تنشيط السياحة الثقافية وتوظيف ميناء الصيد البحري العتيق لهذا الغرض نأذن بتهيئة مدينة بنزرت العتيقة وإدراجها في المسلك السياحي انطلاقا من الميناء القديم. كما نأذن بإعداد دراسة معمقة حول فرص الاستثمار في مختلف مكونات المنظومة السياحية بالجهة لإبراز خصوصياتها البيئية والثقافية مع التركيز على النهوض بالأنشطة البحرية الترفيهية والرياضية والعمل على إقامة قطب للتكوين في هذا الميدان باستغلال فرص الشراكة المتاحة مع مراكز التكوين بالخارج. وتندرج هذه الجهود في نطاق حرصنا على تطوير القطاع السياحي عامة اعتبارا لمكانته المتميزة في الاقتصاد الوطني حيث تسهم السياحة بنسبة 6.5 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي. وقد اتخذنا عديد المبادرات للرفع من مردودية هذا القطاع وفي مقدمتها سحب امتيازات التنمية الجهوية على مشاريع السياحة الاستشفائية والثقافية والبيئية والترفيهية ووضع خطة لتطوير المؤسسات السياحية وإرساء سياسة جديدة للجودة والاشهار والتسويق وتحديث جهاز التكوين وتحسين التهيئة السياحية ووضع الاصلاحات التشريعية اللازمة وأخذ خصائص الجهات في الاعتبار عند تشخيص المشاريع السياحية الجديدة بالاضافة الى البرنامج الذي أذنا به لدعم الأسس المالية للمؤسسات السياحية. لقد أقررنا في نطاق المخطط العاشر وفي اطار مراهنتنا على ارساء مجتمع المعرفة وتنمية الموارد البشرية مجموعة من المشاريع لولاية بنزرت ستجعل من الجهة قطبا جامعيا وتكنولوجيا مثل بناء المعهد العالي للدراسات التكنولوجية والمعهد التحضيري للدراسات الهندسية الى جانب احداث المعهد العالي للتجارة والمحاسبة والمدرسة القومية للمهندسين وبناء مقر المعهد العالي للصيد البحري وتربية الاحياء المائية. واعتبارا لأهمية الامكانيات التكنولوجية في النهوض بقطاع الصناعات الغذائية وتثمين المنتوج الفلاحي وتحسين القدرة التنافسية للوحدات الصناعية نأذن بالشروع في تركيز القطب التكنولوجي المختص في الصناعات الغذائية بمنطقة منزل عبد الرحمان وذلك بإنجاز دراسات التهيئة وإعداد البرامج الوظيفية لفضاء التكوين ليصبح هذا المركز دعامة لتطوير الصناعات الغذائية ويرتقي بها الى مستوى القدرة التنافسية من حيث الجودة والكلفة. أما في مجال البنية الاساسية فقد رصدنا لولاية بنزرت ضمن المخطط العاشر ستة وستين مليون دينار (66 م.د) لإنجاز مجموعة من المشاريع من أبرزها تهيئة حوالي مائة وستين كيلومترا (160 كلم) من الطرقات المرقمة ودعمها. كما تشمل البرامج تهيئة سبعة وأربعين كيلومترا من الطرقات المهيكلة منها الطريق الرابطة بين منزل بورقيبة والطريق السيارة ومضاعفة الطريق الوطنية رقم 11 بين منزل بورقيبة وبنزرت وكذلك بناء ثلاثة جسور على أودية البقرات والطين والقطمة بالاضافة الى تهيئة وتعبيد مائتين وثمانية وسبعين كيلومترا (278 كلم) من المسالك الريفية. وتعزيزا لهذه الجهود نأذن بتهيئة الطريق الجهوية رقم 70 العابرة لمدينة العالية والطريق الجهوية رقم 69 بين مفترق عوسجة وغار الملح. كما نأذن بتهيئة وتعبيد الطريق الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 8 ومنطقة الفرطوط مرورا بالحويض من معتمدية أوتيك على امتداد خمسة كيلومترات وبإنجاز برنامج اضافي للمسالك الريفية بمعتمديتي جومين وسجنان. أما المنشآت الجماعية بالجهة فقد رصدنا لها ثمانية وأربعين مليون دينار (48م د) لإنجاز عدة مشاريع في قطاعات التعليم والتكوين والصحة والثقافة والشباب والطفولة والرياضة. وستتوزع هذه المشاريع بين بناء أربع مدارس إعدادية وثلاثة معاهد ثانوية ومبيت بالمدرسة الاعدادية بهنشير الماتلين وإعادة هيكلة مركز التكوين والتدريب المهني ببنزرت واستكمال بناءالمستشفى الجهوي الجديد بها وتهيئة العيادات الخارجية بمستشفى منزل بورقيبة والمركز المندمج للشباب والطفولة ببنزرت وتوسيعه وإحداث نادي شباب بتينجة وبناء دار ثقافة بغار الملح. وإثراء لهذه الانجازات والبرامج نأذن بتعشيب الملعب البلدي برأس الجبل وتعشيب الملعب البلدي بجرزونة وتنويره. وتجسيما لما نوليه من أهمية بالغة للارتقاء بمستوى حياة المواطنين وتحسين ظروف عيشهم أقررنا لفائدة ولاية بنزرت مجموعة من البرامج تتضمن بالخصوص تهذيب ثلاثة عشر حيا شعبيا وتزويد حوالي سبعة وعشرين ألف ساكن (27000) بالماء الصالح للشراب وإيصال النور الكهربائي الى ألف عائلة وبذلك سترتقي نسبة التزود بالماء الصالح للشراب الى 85 بالمائة سنة 2006 وستبلغ نسبة التنوير الريفي في نفس السنة 98 بالمائة. ونأذن في السياق ذاته بإنجاز برنامج إضافي لإيصال الماء الصالح للشراب الى أكثر من ثلاثة آلاف (3000) ساكن من التجمعات الريفية بمعتمديات ماطر وغزالة وبنزرت الجنوبية وأوتيك وتينجة ورأس الجبل. كما نأذن بتهذيب حي النجاح 2 بمنزل بورقيبة وتهيئة المسلك الرابط بين الحويض والمقبرة من معتمدية أوتيك. إني على يقين بأن مختلف المبادرات والاجراءات التي اتخذناها لفائدة ولاية بنزرت ستمكنها من تركيز اقتصاد جهوي متنوع ومتطور كما ستحفز مواطني ومواطنات هذه الولاية الى مواصلة البذل والاجتهاد لترسيخ منزلة جهتهم كقطب جامعي وسياحي وتنموي نشيط يسهم مع بقية ولايات الجمهورية في خدمة أهدافنا الوطنية وإثرائها. وإثر كلمة رئيس الدولة التي تضمنت عديد الاجراءات لتعزيز المجهود التنموي بولاية بنزرت فسح المجال لتدخلات أعضاء المجلس الجهوي لاستعراض الانجازات والمكاسب التي تحققت بسائر مناطق الولاية وخصائص العمل التنموي بها وما يمكن إنجازه من برامج تكميلية لا سيما على مستوى القطاع الصحي وتقريب الانشطة الشبابية من المناطق الداخلية للولاية علاوة على العناية بالمعالم الدينية. وفي هذا الاطار أقرّ الرئيس زين العابدين بن علي اجراءات اضافية تتمثل في تعزيز الخدمات الصحية وتوسيعها ببنزرت من خلال اقتناء وحدة إسعاف طبي استعجالي ودعم النشاط الثقافي الشبابي باقتناء دار شباب متنقلة ثانية. كما أذن رئيس الدولة من جهة أخرى بترميم وصيانة جامع سيدي أحمد بوثنية بماطر وزاوية سيدي البشير بجومين وكذلك صيانة وترميم زاوية سيدي سالم وجامع المدينةببنزرت وجامع الهدى برفراف رأس الجبل. وفي اطار متابعته لأوضاع المواطنين وحاجياتهم لا سيما على مستوى الخدمات الاساسية وتنشيط الحياة الثقافية أذن رئيس الجمهورية بدعم الطاقم الفني بمركز الصحة الاساسية بغار الملح باقتناء وحدة أشعة ووحدة مخبر ودعم تجهيزات طب الأسنان كما أذن باقتناء تجهيزات متخصصة لدور الشباب بماطر ومنزل بورقيبة وسجنان والعالية وبازينة. وعبر أعضاء المجلس الجهوي لولاية بنزرت عن شكرهم وتقديرهم لسيادة الرئيس وإكبارهم لما أذن به من اجراءات شملت كافة أوجه العمل التنموي وعززت مقومات التطور بهذه الولاية لتصبح قطبا تنمويا وجامعيا وسياحيا بما يعود بالنفع على كافة متساكنيها معبرين عن اعتزازهم بما تحظى به هذه الجهة من عناية موصولة ورعاية سامية من لدن رئيس الجمهورية وأكدوا تعلق مواطني بنزرت بسياسة الرئيس زين العابدين بن علي باعتبارها الضامن لمستقبل أفضل لتونس.
