بينما كان عموم الشعب التونسي منشغلا بأخبار الثورة وافرازاتها السياسية والاجتماعية قفزت الى سطح الأحداث بمدينة بنزرت أخبار النادي البنزرتي وبدأت بعض التحركات من أطراف محيطة بالفريق تتركز أساسا على ابعاد رئيس النادي سعيد لسود المنتمي لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي ومارست عليه نوعا من الضغط مما جعله يختار الاستقالة كان ذلك تحديدا يوم الاحد 6 فيفري فما هي خلفية هذه الاستقالة؟ وما رأي مختلف الأطراف فيها؟ وما مدى تأثيرها على مستقبل النادي القريب والمتوسط؟ هذا ما ستحاول «الشروق» البحث فيها في هذا الملف: محمد خليفة عضو الهيئة: الجمعية لا تقف على أحد أولا سي سعيد عملنا معه طوال موسم ونصف ندرك كفاءته وقدرته على تسيير شؤون النادي وهو من اختار الاستقالة وهذا موقف لا يعنيه الا هو وهو حر فيه وفي ما يتعلق بالنادي فإن الجمعية لا تقف على الاشخاص نحن من جهتنا جئنا من أجل الفريق وسنواصل العمل لاعلاء رايته مع أي رئيس. سعيد لسود: انسحبت مرتاح الضمير ولا أقبل ان يقول لي أحد «Dégage» في حديثه عن سبب استقالته قال لنا سعيد لسود: «شعرت أن هناك من يرفض استمراري على رأس النادي في هذا الظرف على خلفية أنني أنتمي للتجمع الحزب المنحل وأنني وصلت لرئاسة النادي بتعيين وبدأت هذه المجموعة تستعد لاخراجي من الفريق لذا احتراما لها وللنادي ولجمهوره وحفاظا على سمعتي خيرت الانسحاب لأنني لا أقبل أن يرفع في يوم ما في وجهي شعار «Dégage» أن يهتفوا ضدي في الملعب. صحيح أنني انسحبت ضد رئاسة النادي لكن حبه باق في قلبي لأنني خدمته بكل اخلاص وتفان وقدمت له ما استطعت ولأني كنت منخرطا في التجمع الا أنني لم أمزج في النادي بين الرياضة والسياسة فتحت الباب للجميع وكنت أتواصل مع المعارضين في العهد السابق وهذا بشهادتهم كما أعدنا للفريق الاعتبار لكن هناك من أراد استغلال أجواء الثورة ليطالب بابعادي فخيرت الابتعاد حتى لا أترك لأحد الفرصة للتشفي: الدكتور مصطاري الغربي الرئيس المؤقت للنادي: آن الأوان ليختار الجمهور رئيس ناديه بعد ان تشبث لسود بالاستقالة اجتمعت الهيئة المديرة برئاسة الدكتور مصطاري الغربي واثر مناقشة الأمر وتطبيق الفصل 28 من القانون الداخلي تولى الغربي رئاسة النادي وينتظر أن تعقد جلسة عامة انتخابية مطلع شهر مارس القادم وتحديدا في الثاني عشر منه وحول موضوع استقالة سعيد لسود قال الدكتور الغربي: «سعيد لسود عاش ضغوطات في الفترة الأخيرة وحتى لا يتأثر النادي قام بخطوة شجاعة حيث خير الاستقالة التي كنا نود أن لا تحصل نظرا لقيمته ولكفاءته ولما قدمه للنادي سواء كرئيس للهيئة أو كمحب والنتائج خير دليل زد على ذلك ما اختيار رؤساء بقية النوادي له كممثل لهم الا خير دليل على ما أقول من جهتنا سنبذل كل ما في وسعنا لمواصلة المسيرة الى حين عقد جلسة عامة انتخابية تكون ديمقراطية 100% وتعكس اختيار الجمهور الذي نرجو أن يكون موفقا. زياد بن سعيد: الفرصة سانحة أمام الكفاءات المقصية سعيد لسود كان يعني السلطة في بنزرت وتجمعي بارز استعان بعلاقاته السياسية للتأثير في الحياة الجمعياتية اليوم وبعد هبوب رياح الثورة كان من المنطقي أن ينسحب والأكيد أن بنزرت تزخر بالطاقات والكفاءات التي بإمكانها تسيير النادي والتي منعت في السابق لأسباب سياسية. محمد وقاد: المهم مصلحة الفريق كرويا ودون الحديث عن تصفية الحسابات كلنا يتذكر الظروف التي تسلم فيها سعيد لسود النادي بعد 4 سنوات مع الهيئة السابقة كانت كارثية وحتى صعود لسود الجميع كان مبتهجا وسعيدا وقد حقق الفريق معه في الموسم الفارط نتائج باهرة وهذا لا ينكره أحد حاليا تونس عاشت ثورة على جميع المستويات فإذا ما كان سعيد لسود قد قرر الانسحاب نهائيا فهذا أمر يعنيه واذا ما تراجع وقرر البقاء فلا نرى اشكالا في ذلك المهم لنا حاليا كأحباء للنادي هو المحافظة على فريقنا ودعمه. صالح اللزام: رئيس فرع كرة السلة هناك من ركب على الثورة من المؤسف جدا أن يستغل البعض الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد بعد ثورة الحرية لتصفية حسابات شخصية نحن نعلم جيدا أن الذين قادوا حملة ضد رئيس النادي هم صنفان الصنف الأول هم أولئك الذين ضربت مصالحهم حين ترأس سعيد لسود النادي والصنف الثاني هم الذين أرادوا أن يحولوا اهتمامات الرأي العام نحو الكرة للتغطية على ملفات أكبر في بنزرت ما تبقى فإن جمهور النادي البنزرتي يعرف من هو سعيد لسود وماذا قدم للفريق. رامي الذوادي: خروج الأسود ضروري صحيح أن سعيد لسود نجح في رد الاعتبار للنادي لكن واحتراما للثورة فإن خروجه أمر ضروري أولا لأنه رمز للنظام السابق ولأنه معين وهو أمر ينطبق على بقية رؤساء النوادي والجامعات سعيد لسود كان شجاعا واستقال والآن ننتظر استقالة البقية وعقد جلسات عامة انتخابية تكون فيها الكلمة للجمهور ومرحبا بكل من سيصل عن طريق صندوق الاقتراع حتى وان عاد سعيد لسود المهم الكلمة للشعب. محمد سعد: رئيس لجنة الدعم الضغوطات اجبرت الأسود على الانسحاب كنا نود لو واصل سعيد لسود المشوار نظرا لقيمته وكفاءته وهذا ما قلناه له لكنه أصر على الانسحاب بسبب ما عاشه من ضغوطات من جهتنا كلجنة دعم سنواصل مد يد المساعدة والعون للنادي ونحن حاليا بصدد التشاور مع بعضنا البعض ومع الهيئة المديرة في ما يتعلق بمستقبل الفريق.