أسبوع على الإعلان عن موعد الجلسة العامة الانتخابية المقررة في 12 مارس القادم ولم يصل إلى إدارة النادي أي ترشح رسمي لمنصبي رئيس ونائب رئيس للنادي (إلى حد كتابة هذه الأسطر).. وكل ما هناك أخبار متواترة من مصادر محيطة ببعض الوجوه الاجتماعية والرياضية بالجهة. «الشروق» ولتوضيح الصورة أمام القارئ عامة وأحباء النادي خاصة سعت إلى فتح ملف الجلسة العامة وقراءة أهم الاتجاهات الموجودة داخل القلعة الصفراء. بمجرد انهيار النظام السابق وفي فترة وجيزة أعلن سعيد لسود استقالته من رئاسة النادي البنزرتي بعد شعوره ببداية تحركات في الكواليس ضد شرعيته تحركات سبقها لسود ولم يترك لها فرصة الوصول قبله وانسحب. استقالة رفضتها الهيئة المديرة ولم تعلق عليها أغلب جماهير النادي التي كانت منشغلة بأخبار الثورة والسياسة بدل الكرة. انسحاب تكتيكي ظاهريا يبدو الأمر اعتراف من سعيد لسود بالواقع الجديد وتصرف شجاع من رجل قانون ولكن وحسب بعض المتابعين فإن استقالة لسود هي انسحاب ذكي من رئيس ناد تصدّعت علاقته مع لجنة الدعم في فترة سابقة وانهارت السلطة التي كانت تمثل الداعم الأول له والضامن لتدفق الأموال من الصناعيين ورجال الأعمال بما في ذلك جماعة الدعم وأمام انسداد الأفق وعدم اتضاح الرؤية قرر سعيد لسود الانسحاب في خطوة وصفت بالسريعة والذكية. لماذا موعد 12 مارس؟ بعد انسحاب لسود اعتقد الجميع أن الهيئة المديرة المتكونة أساسا من أطباء ومحاميين وإطارات شابة ستواصل المسيرة لنهاية الموسم إلا أنه وبعد اجتماع مضيق للرئيس المؤقت للهيئة الدكتور مصطاري الغربي مع مساعديه تم الاعلان عن تحديد موعد 12 مارس لعقد الجلسة العامة الانتخابية ووقع فتح باب الترشحات لرئاسة النادي مما يعني أن مهام الهيئة الحالية ستنتهي آليا وقانونيا يوم السبت 12 مارس والسبب الحقيقي وراء قرار الهيئة الحالية بعقد جلسة عامة في فترة مبكرة هو عدم اتضاح الرؤية بشأن تمويل النادي مستقبلا بعد انهيار المنظومة السابقة التي كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بصندوق الشباب وسلطة والي الجهة إضافة إلى شبكة علاقات كان يؤمنها الحزب الحاكم في العهد البائد وحتى لا تتورط الهيئة الحالية في ديون قد تغرقها أمام حجم المصاريف القارة شهريا والتي تقارب 100 ألف دينار رأت أنه من الأصلح تسليم الأمانة إلى غيرها. ردود أفعال مختلفة موعد 12 مارس لقي ردود أفعال مختلفة في أوساط النادي إذ هناك من باركه وقبله وهؤلاء هم شريحة من أحباء النادي الذين لا يهمهم من يسيّر الفريق بقدر ما تعنيهم طريقة تسيير الجمعية وهم يؤمنون بأن الجهة تزخر بالطاقات المغمورة القادرة على تسيير الجمعية حتى وإن لم يكن لها أرضية صلبة بالبنوك المهم هو المعرفة بالتصرف الاداري والمالي مع قطع الطريق أمام وجوه فشلت في الماضي. الجهة الثانية استغربت من سرعة القرار داخل الهيئة وطلبت من الدكتور الغربي المواصلة إلى نهاية الموسم مؤكدة له استعدادها لدعم النادي ماليا غير أنها لم تقدم ضمانات ملموسة حسب الهيئة هذه الجهات ليس بينها من هو مستعد لركوب القطار وهو يسير الآن وتريد النادي ان يفلت من بين ايديها خاصة إذا أفرزت جلسة 12 مارس اتجاها جديدا داخل النادي. الجهة الثالثة مازالت تراقب الأمر عن بعد وتجس النبض وقد تتقدم في الوقت البديل لقلب الموازين. أسماء مطروحة في خضم كل هذا تداول الشارع الرياضي عديد الأسماء الممكن تسلمها رئاسة النادي على غرار الرئيس الحالي مصطاري الغربي وكذلك الدكتور خالد التراس والدكتور محمد رضا الشريف وأيضا السيد علي بالاخوة الذي سبق له تقديم ترشحه في فترة سابقة وأيضا رجل الأعمال الشاب مهدي بن غربية ورئيس لجنة الدعم محمد سعد ورجال الأعمال أنور لوضباشي ولئن لم تعبّر هذه الشخصيات صراحة عن نيّتها في الترشح حاليا فإن حديث الشارع والمجالس حولها بدأ يتصاعد. مبادرة سامي بلكاهية في مقابل هذه الحيثيات والمعطيات تحرك أحد الوجوه الرياضية بالجهة الصيدلي سامي بلكاهية وهو عضو سابق بالنادي مع عديد الهيئات وحاول الاتصال برئيس النادي المؤقت والكاتب العام وحثّهم على الصمود ومواصلة تسيير النادي إلى نهاية الموسم خاصة وأن الظرف الحالي الذي تمرّ به البلاد لا يشكل ظرفا ملائما لعقد جلسة عامة انتخابية وفق قوانين ومقاييس مرتبطة بمنظومة النظام البائد وعليه فمن الحكمة انتظار اتضاح الرؤية وتنقيح القانون ثم تعقد الجلسة العامة. من جهة أخرى عبر سامي بلكاهية عن استعداده لرئاسة النادي إذا ما أصرت الهيئة الحالية على موقفها وذلك حتى لا يفسح المجال لمن هو ليس مؤهلا لرئاسة النادي في صورة عزوف الوجوه البارزة صاحبة الخبرة والكفاءة. فماذا يخفي المستقبل للنادي البنزرتي وفي أي ميناء سترسو سفينة الفريق؟