سقط بن علي ثم سقط مبارك وصار السؤال المطروح بشدة من بعدهما؟ بل إن التكهنات انطلقت عن «الصنم» الثالث الذي سيتلو الصنمين اللذين جرفتهما أمواج الثورة... قياسا على ذلك شهد المشهد الرياضي التونسي سقوط أول رئيس جمعية وهو سعيد لسود الذي قدم استقالته تحت ضغط جماهير «قرش الشمال» التي رفضته لأنه من صنائع النظام البائد وأحد المنتمين إلى دوائر الحكم فيه. سعيد لسود لن يكون الأخير بل كان يمكن أن يسبقه رئيس الأولمبي الباجي المختار النفزي الذي أكد أنه بانتظار مزاولة الوالي الجديد لباجة لعمله حتى تتوضح الصورة أمامه. كما انطلقت أصوات أحباء مستقبل القصرين مرددة للكلمة الرمز «Dégage» ضد رئيس الفريق يوسف المحمدي وسترفع هذه الكلمة الرمز في وجوه كل رؤساء النوادي تقريبا في تونس لسببين متداخلين الأول أن جميعهم من أبناء التجمع والثاني أن تسلمهم لمقاليد رئاسة نواديهم كان بناء على تزكية وفرضوا فرضا على الجميع رغم أنهم في مقياس الكفاءة والجدارة ليسوا في الطليعة. أبواق دعاية رؤساء النوادي الرياضية في تونس لم تكن مهامهم رياضية بالدرجة الأولى بل كانت سياسية إذ كانت أدوارهم التي لها الأولوية هي الدعاية لفضائل النظام البائد وصرف اهتمام الجماهير عن الاهتمام بالتجاوزات السياسية التي كانت سائدة بل و«التطبيل» لها وتحويلها من نقائص إلى إنجازات ومن رذائل إلى فضائل وأكثر من ذلك صادرت هذه الهيئات اراء الجماهير حين تكلمت باسمها من خلال إرسال برقيات المساندة والمناشدة والتورط في اللعبة الإعلامية القذرة للنظام البائد بالإشهار له على أزياء النوادي أو بنشر اللافتات المساندة في أرجاء الملاعب. صفقات مشبوهة مقابل هذا الدور المشبوه الذي لعبته هيئات النوادي وخاصة رؤساءها كافأهم النظام السابق بأن غض الطرف عن قانون محاسبتهم الذي تم الترويج له نظريا ولكن أهمل تطبيقه فنجا بذلك كل رؤساء النوادي من المحاسبة المالية الصارمة في ميزانيات نواديهم بل إنهم اعتمدوا على هذه التزكية من السلط البائدة ليتوخوا معها سياسة لي الذراع إذ كم من رئيس ناد لوّح بالاستقالة حين يتأخر الدعم ثم سرعان ما يتراجع عنها حين يتوفر! أكذوبة التصوّع كان كلّ رؤساء النوادي يتبجحون بأنهم متطوعون لخدمة نواديهم بل كان أكثرهم إن لم نقل جميعهم يعلنون دائما أنهم يدفعون من أموالهم الخاصة لفرقهم هكذا «لله في سبيل الله»!وآخرون يعددون تضحياتهم في سبيل نواديهم وما يلاقونه من متاعب مادية ومعنوية للقيام بمهامهم لنسألهم ببساطة: من أجبركم على ذلك؟ ولماذا تتشبثون بكراسي رئاسة النوادي إن كانت مساوئها أكثر من حسناتها؟ رؤساء بجرايات كنّا سابقا نعلم أن عديد رؤساء النوادي يتقاضون جرايات شهرية عن مهامهم في نواديهم وأن حكاية تطوعهم ما هي إلا كذبة في سياق ما كنا نعيشه من كذب وزور لكن ما كنا نجرؤ على نشر ذلك للظروف التي كان يعمل فيها الإعلام التونسي والآن نقولها ب«الفم المليان» إن رئيسين من أعرق النوادي التونسية يتقاضيان أجرة شهرية تتراوح بين 10 الاف دينار و12 ألف دينار.