منذ انبلاج ثورة 14 جانفي وجماهير الكرة في تونس تنتظر تغييرات جذرية في المشهد الكروي على مستوى المسؤولين على النوادي والجامعة وأيضا على مستوى القوانين حتى تواكب الكرة التونسية أهداف الثورة وتطلّعاتها وحتى تقطع مع الماضي البغيض نصوصا وشخوصا لأنهما ساهما في فساد كرتنا وفي جعلها وسيلة لدى الرئيس المخلوع لتلميع صورته وتمرير سياسته. بعد الثورة أينعت عديد الرؤوس وتمّ قطافها لكن مازالت أخرى حانت قطافها ولن يتأخر كثيرا لأنها صنيعة النظام البائد ومن خدمه الأوفياء وتحملت المسؤولية رغم أنوف الجماهير لأن النظام البائد ودواليبه اختارتها. إعلانات وهمية هنالك بعض الوجوه الرياضية كنستها الثورة مثل رئيس مستقبل المرسى منتصر المحرزي وهناك أخرى أعلنت تخليها مثل سعيد الأسود رئيس النادي البنزرتي الذي تراوحت التفسيرات حول قراره بين من يرى أنه أحسّ أنه لم يعد رجل المرحلة وأنه استبق التغيير القسري بالانسحاب عن طواعية وبين رأي وآخر رأى أن الرجل استشرف المستقبل وفهم أنه مليء بالصعوبات خاصة المالية لأن مصادر التمويل القديمة المعروفة انقطعت فخيّر الهروب بجلده تجنّبا لصعوبات من الصعب مواجهتها، أما رئيس الأولمبي الباجي مختار النفزي فأعلن الانسحاب ثم تراجع بعد هدوء العاصفة التي أثيرت حوله. وكانت آخر القرارات بالانسحاب واردة من رئيس الجامعة علي الحفصي الذي أعلن عن نيته بدون أن يحدّد لها موعدا واضحا ليفرز هذا القرار سؤالا هاما: هل أن قراره عن اقتناع أم أنه مناورة لتجاوز العاصفة لا غير؟ قرار تكتيكي ما أعلنه علي الحفصي قد يكون قرارا تكتيكيا اتخذه لمجابهة القوى الرافضة لوجوده في منصبه والتي هي من أقرب المقرّبين إليه وأساسا هنالك حديث عن سعي جلال تقية الى حشد الأصوات المؤيدة لسعيه الى ترحيل رئيس الجامعة حيث تشير الأخبار الى أن جلال تقية حاول جلب أربعة أعضاء من المكتب الجامعي الحالي الى صفه كان يظن أنهم معه لا محالة وكسب رضى عضوين آخرين على الأقل عن مسعاه هذا ليتمّ حل هذا المكتب آليا ويكون الجميع حينئذ أمام حتمية إجراء جلسة عامة انتخابية يصل إثرها مكتب جديد وقد يكون جلال تقية بخطته هذه يريد لعب دور البطولة في حل المكتب الحالي علّ ذلك يفيده في الانتخابات القادمة.. لكن ما لم يحسب له جلال تقية حسابا هو أن ينفض عنه الرباعي الأقرب إليه وهم وديع الجريء ومنيرة بن فضلون وعمر فاروق الغربي والهادي لحوار. الأندية تحسم المسألة ما دفع علي الحفصي الى إعلان رغبته التكتيكية في الانسحاب هو ما وصله من تطمينات من طرف رؤساء الأندية الذين أكدوا تمسّكهم به ليس اقتناعا طبعا منهم بشخصه بل لأنهم متأكدون أنهم راحلون لا محالة مباشرة بعد الحفصي إذا ما تخلّوا عنه لأن المنطق يفرض عندها حل هيئات النوادي إذا تمّ حل المكتب الجامعي فلا يعقل أن يكون المكتب الجامعي منتخبا على أسس ومبادئ الثورة المباركة وتكون هيئات النوادي بلا هذه الشرعية لأن الجميع يعرف أنها وصلت بعد انتخابات مدوية، وتشير الأخبار التي تحصلت عليها «الشروق» أن رئيس ناد كبير في العاصمة كان المحرّض الأساسي لنظرائه من رؤساء النوادي على التمسّك ببقاء علي الحفصي في الجامعة. إنجاز السودان منح الحفصي بعض الأمان ما دفع علي الحفصي الى ممارسة الدلال وإعلان رغبته في الانسحاب هو ما حققه المنتخب في السودان فهذا التتويج جعله يحسّ أن أسهمه في ارتفاع إضافة الى أن استحقاقات المنتخب القريبة تحتم فرض الاستقرار في الجامعة وهذا ما سعت إليه وزارة الرياضة التي «صمتت» عن كل الجامعات بحثا أولا عن الاستقرار لإعادة النشاط الى مختلف الرياضات ومن هنا الى الصيف القادم «يحلها الحلاّل» لأن الحساب لن يهرب منه أي كان و«التوتة» قريبة جدا!