لطالما كان رسما كاريكاتوريا يجمع بين أوباما وبوش راسخا في ذهني، يصور فيه بوش يضرب رجلا بكل ما أوتي من قوة وسلاح بينما يصفع أوباما رجلا آخر مجرد صفعة جاعلا آثار الضرب المبرح على وجهه ومخلفا العديد من الكدمات عليه، على عكس وجه الرجل الذي ضربه بوش، والذي لم يسبب له سوى كدمة صغيرة. تتجسد هذه الصورة دائما في حدث طارئ يحدث في العالم العربي يقابله موقف أوباما وأسلوبه في التعامل بكل ديبلوماسية وحذر، ليتحقق أخيرا ما يرمي إليه، على عكس سياسة بوش التي أدخلت البلاد في أزمة مالية طال تأثيرها العالم بحروب شنها على العراق وأفغانستان بتعلة النووي والارهاب. تبين هذه المقارنة، ما يقدر عليه أوباما بأسلوبه الديبلوماسي الحذر والمتأني، لتحقيق أهداف أمريكية، وما لم يستطعه بوش رغم كل الامكانات العسكرية والمالية. فبعد الاحداث الاخيرة التي حصلت في تونس ثم مصر، هل لنا أن نتساءل ما اذا كان لأمريكا يد في هذه الاحداث، لاسيما وأننا لم نتعوّد أن يثور الشعب العربي على أنظمته، خاصة بعد كل هذه السنوات، وهل لمساندة أمريكا لكلا الشعبين من خلال المواقف التي سجلتها في تقرير مصيره علاقته بإسرائيل التي وكما نعلم جميعا كان لها علاقات مصالح مع تلك الانظمة العميلة، فهل في هذا الموقف الامريكي تحديا صريحا لاسرائيل، ورغبة قوية في احتكار الولاء العربي؟ أم تراه تجبير لهذا الولاء لصالح العلاقة مع الطفل المدلل اسرائيل وتجسيد لما يسمى الشرق الاوسط الجديد أو الكبير الذي تكون فيه اليد العليا لاسرائيل؟! حتما ستجد هذه الاسئلة الاجوبة الملائمة في إطار الاحداث المتوقعة في باقي الانظمة العربية الدكتاتورية، من خلال ردة فعل أمريكا والمواقف التي ستسجلها.