توفي شاب (24 سنة) صباح أمس الجمعة متأثرا بحروق بليغة تعرض لها بعد ان سكب كميات من البنزين على جسمه وحرق نفسه وذلك مساء الخميس أمام مركز الشرطة بمعتمدية نصر الله (القيروان)، وفق ما اكده شهود عيان ومصادر رسمية أكدت الخبر واختلفت في تفاصيله. وقد أذنت النيابة العمومية بابتدائية القيروان بفتح تحقيق في الغرض بالتوازي مع الإذن بعرض جثة الشاب على ذمة التشريح الطبي. وبناء على المعطيات التي استقتها «الشروق» من مصادر مطلعة رسمية وشهود عيان ومن والد الهالك، فإن الشاب أيمن بن عبد السلام بن محمد محفوظي أقدم عند الساعة السادسة من مساء الخميس (17 فيفري) على سكب البنزين على جسمه وإضرام النار في نفسه أمام مركز الشرطة بمعتمدية نصر الله (45 كلم جنوبالقيروان). مما أدى الى احتراق كامل جسمه وسط الشارع أمام عدد من الحاضرين. وذكر شاهد عيان ان الشاب كان يتخبط وسط النيران التي أتت على كامل جسمه وان الحاضرين حاولوا التدخل لإنقاذه بشتى الوسائل المتوفرة وتمكنوا من إطفاء النيران وسط حضور مكثف للمواطنين وأعوان الأمن وقوات الجيش. وتم نقل الشاب الى مستشفى الأغالبة بالقيروان الذي ورغم افتقاره لقسم متخصص في الحروق، فإنه تم تقديم ما يلزم من إسعافات قبل الاحتفاظ بالشاب بغرفة العناية المركزة. ورغم جهود الإطار الطبي وشبه الطبي لإنقاذ حياة الشاب بما توفر من تجهيزات لا تتماشى مع حالة الحروق البليغة التي كانت من الدرجة الثالثة، فقد لفظ الشاب أنفاسه بعد ساعات من تواجده بغرفة الإنعاش. وحال تلقيها خبر الواقعة أذنت النيابة العمومية بابتدائية القيروان التحقيق في ملابسات وفاة الشاب بشكل مستراب وعرضها على ذمة التشريح الطبي لمواصلة التحقيقات. الحادثة أصبحت محور حديث عدد كبير من مواطني مدينة نصر الله وغيرها من المعتمديات يتناقلونها مع تحوير وتباين في التفاصيل الشاب فخر الدين كان أحد الحاضرين وهو صديق للهالك أكد انه باشر الواقعة منذ بدايتها وذكر انه دخل الى مركز الشرطة وشدد على انه شاهده يتحاور مع رئيس المركز قبل ان يقدم على سكب البنزين على نفسه بشكل سريع حال دون منعه حسب قوله. وأضاف انه وعددا من الحاضرين حاولوا اطفاء النار التي نشبت في كامل جسمه دون جدوى. وأكد فخر الدين ان الهالك جاء وفي نيته إحراق نفسه بسبب المضايقات التي تعرض لها وفق ما أفاده به الهالك حسب قوله. وبين ان الهالك كان يائسا وانه كان يحاول ان يحصل على حقه في عمل شأنه شأن اي تونسي ومساعدة أسرته المعوزة لكنه تعرض الى مضايقات دون ان يسمعه احد وفق تأكيد صديق آخر. السيد عبد السلام محفوظي، كان أمام قسم الطب الشرعي ينتظر استلام جثة ابنه لدفنها، قال ان ابنه غادر السجن قبل مدة بسراح شرطي لكنه رغب في مباشرة حياته والعمل لمساعدة اسرته الفقيرة. وأضاف ان ابنه كان يتعرض الى مضايقات بشكل متواصل وتهديد من قبل رئيس مركز الشرطة وفق روايته ووفق ما سمعه من أطراف أخرى. وقال انه يوم الواقعة ذهب الى مركز الشرطة واكد ان تفاصيل الرواية سمعها من عدد من الأشخاص ولم يكن حاضرا. واكد ان ابنه كان يسعى إلى الحصول على عمل موضحا ان ابنه كان يتعرض الى ضغوطات وتفتيش مستمر. أيمن هو احد الابناء الاربعة يتشاركون جميعا في غرفة واحدة. وذكر السيد عبد السلام انه يطالب بالتحقيق في الواقعة والحصول على حق ابنه. «الشروق» وفي سعيها الى التحقيق في الواقعة بشكل موضوعي ومتوازن اتصلت برئيس مركز شرطة نصر الله فذكر انه لم يكن متواجدا بمركز الشرطة ساعة الواقعة وانه كان داخل الحمام بمنزله الذي يبعد نحو نصف كلم عن مركز الشرطة بعد انتهاء فترة عمله. وشدد أن الهالك لم يدخل الى مركز الشرطة وانه لم يره منذ 10 ايام وانه لم يهدده وانه لا تربطه به اية صلة سوى من خلال حملات التفتيش الروتينية التي قامت بها الشرطة اثر أعمال العنف. وأضاف رئيس المركز انه استمع الى تفاصيل الواقعة من احد أعوان الأمن وانه توجه الى مكان الواقعة فوجد انه تم نقل الشاب الى المستشفى. من جهة ثانية أضاف رئيس المركز انه تم قبل ايام ايقاف عدد من المشتبه فيهم اثر أعمال عنف وسرقة وتم إيقاف عدد من العصابات اثر استنجاد المواطنين ونداءاتهم بعودة الأمن الى جهة نصر الله. وفي تفسيره للواقعة زعم رئيس المركز ان الشاب كان ضحية أطراف لا ترغب في عودة الأمن الى الجهة ودفعته الى التصرف بتلك الطريقة.