قد تكون الصورة التي رسمها النظام السابق للدليل السياحي وتقديمه في شكل «بزناس» يعيش كالاعشاب الطفيلية التي تتمعّش من القطاع السياحي هي التي جعلت هذا القطاع مهمّشا تعيش به السياحة وهو يعيش على هامشها. اتّصل بنا جمع من الأدلاء السياحيين لتوضيح عدّة نقاط تكاد تخفى عن الرأي العام فمنهم العصامي الذي كوّنته الخبرة وحصّنه البحث المتواصل عن المعلومة الدقيقة لافادة السائح ومنهم الأكاديمي الذي كوّنته المدارس المختصّة ثم تركته يواجه مصيره مصارعا أمواج التحديات اليومية لمهنة مهمّة في قطاع حيوي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي... لقد وجدنا فيهم فئة مثقفة آلت على نفسها حماية ثورة الحرية والكرامة بتحويلها الى ثورة أمل ومستقبل واعد وهم المهمّشون منذ الستينات فجر انطلاق الصناعة السياحية في ربوعنا. الأدلاء قدّموا الدليل القاطع على رفع وعيهم بدقة المرحلة التي تمرّ بها تونس الثورة ولم يلتجؤوا الى المسيرات والاعتصامات كشكل تعبيري مشروع لاقتناعهم بأن هذه الأساليب رغم شرعيتها تؤثر سلبا في انطلاقة الموسم السياحي الجديد لذلك كوّنوا لجنة اتصلت بالديوان الوطني للسياحة يوم غرة فيفري أي اليوم الأول لتنصيب وزير السياحة. «يقول الأدلاء ورغم دقة الظرف فقد وجدنا من الحفاوة وحسن الاستقبال والتفهم الشيء الكثير وتمكنا من الجلوس الى السيد فهمي الحوتي (مدير بالديوان) بحضور السيدة ايمان عزوز (مديرة التكوين) وتطرّقوا الى كل التحديات التي تعيق القطاع وتمنع السياحة من الانتعاشة الحقيقية والعودة بالنفع على كل القطاعات المتداخلة وعلى كل الجهات السياحية منها وشبه السياحية والمواقع الاثرية... لا أن تعود السياحة بالنفع على بعض الاشخاص من التونسيين والأجانب... وعبّر الادلاء السياحيون عن استعدادهم باعتبارهم واجهة السياحة وسفراء البلد لدى زوّارها من الأجانب الى المساهمة الفعّالة في خدمة القطاع بكل تفان واخلاص دون التنازل عن حقوقهم المشروعة ومواصلة المطالبة بها عن طريق الحوار البناء واللقاءات المثمرة والسلوك العقلاني وطالبوا بردّ الاعتبار للديوان الوطني للسياحة حتى يكون الوسيط بين القطاع والفندق الوطني للضمان الاجتماعي والجامعة الوطنية لوكلاء الاسفار. الذين اتصلوا بنا في دار الأنوار بالساحل عبّروا عن أملهم الكبير وثقتهم في الوجوه الجديدة والكفاءات المحترمة بوزارة السياحة الذين حسب تعبيرهم سيكونون صمّام أمان للرقي بالسياحة التونسية الى أعلى المراتب.