تنوّعت التجاوزات.. والإدارة مستعدة للردع تونس الصباح: تستعد هياكل المراقبة التابعة للديوان الوطني للسياحة لتشديد المتابعة وتربص الاخلالات التي يقدم عليها الادلاء السياحيون في تعاملهم مع السياح. وكان وزير السياحة قد اشار خلال اشرافه مؤخرا على الجلسة العامة لجامعة وكالات الاسفار، الى ان ادارة الاشراف لن تتردد في اتخاذ الاجراءات الردعية اللازمة في حالة تسجيل تجاوزات من طرف الادلاء السياحيين لاسيما في حالات عدم تقيدهم بالمسالك المصادق عليها والمحددة سلفا من طرف ديوان السياحة. وافادت مصادر مطلعة «الصباح» ان وزير السياحة وجه تعليمات واضحة لفرق المراقبة لسحب البطاقات المهنية للمخالفين والعمل على حمل وكالات الاسفار على حسن انتقاء الادلاء العاملين معها، لاسيما انها قد تتحمل جزءا من المسؤولية في حالة حدوث تجاوزات. ينتظر كذلك ان تعقد جلسات عمل بين وزارتي السياحة والثقافة لتحديد مسالك سياحية اخرى للترويج للسياحة الثقافية والعمل على فرض هذه المسالك على رزنامة عمل وكالات الاسفار ومن خلفهم الدليل السياحي ليلتزم هذا الاخير بالترويج لهذه المسالك وللمواقع الاثرية والتي تحتويها عوض الانشغال عن ذلك «بالتبزنيس». الوساطة والسمسرة تنتشر ظاهرة السمسرة بشكل لافت في صفوف الادلاء السياحيين ان لم نقل انها السمة الطاغية على عمل اغلبهم الى درجة ان الركض وراء العمل كوسيط بين السائح وبائع الصناعات التقليدية للحصول على مقابل مالي، ينسي الدليل السياحي عمله الاصلي الذي هو بالدرجة الاولى مرافقة السياح وتعريفهم بمختلف المناطق السياحية في بلادنا والتعريف بالمنتوج السياحي بمختلف مكوناته. ويقول البعض في هذا السياق ان الدليل السياحي اليوم يقتصر في زيارته الى قصر الجم هذا المعلم الاثري والحضاري والثقافي الفريد من نوعه على جولة لا تدوم الا نصف ساعة في حين يسعى الى برمجة قضاء اكثر من 4 و5 ساعات في اسواق الصناعات التقليدية. وحتى عملية الترويج للصناعات التقليدية لا تخلو هي الاخرى من تجاوزات واخلالات يتعمدها الدليل السياحي سعيا للربح المادي على حساب سمعة الوجهة السياحية التونسية ذلك ان الدليل السياحي عادة ما يتحول الى «بزناس» يعمل على جلب السياح الى محل صناعات تقليدية معين دون غيره وبتنسيق مسبق مع صاحب ذلك المحل. والاخطر من هذه التصرفات الاحتكارية لفائدة محلات للصناعات التقليدية، نجد ان اصحاب هذه المحلات وبالتنسيق مع الدليل السياحي يتحيلون على السائح ببيعه قطع غير اصلية وبأسعار مرتفعة. نقص التكوين موضوع اخر يطرح بالحاح عند تقييم قطاع الادلاء العاملين في المجال السياحي، ويتصل بنقص التكوين ورسكلة الادلاء السياحيين فلا يكفي ان يتقن الدليل السياحي اللغات الاجنبية فقط ليكون مؤهلا لممارسة المهنة. لان التعريف بالخصوصيات التاريخية والحضارية والمعمارية للمواقع الاثرية كذلك التعريف بالعادات والتقاليد يتطلب توفر مؤهلات اخرى الى جانب اللغة على غرار المعرفة الجيدة بالتاريخ ومميزات المواقع التاريخية والاحداث التي شهدتها هذه المناطق وذلك لحسن التسويق والترويج للسياحة الثقافية. كما يتطلب الترويج للسياحة البيئية والصحراوية.. اكتساب جملة من المعارف حول الخصوصيات الطبيعية والعادات الصحراوية.. الخ. وللاسف لا تتوفر دائما هذه المؤهلات في الادلاء المباشرين اليوم لهذه المهنة مما يتطلب مزيد التركيز على عمل التكوين والرسكلة والتنسيق في ذلك مع مختلف الاطراف ذات العلاقة على غرار التنسيق مع وزارة الثقافة في مزيد تكوين ادلاء المواقع ومع وزارة البيئة لتكوين ادلاء بيئيين.. كما تتطلب ظاهرة «البزناسة» والدخلاء على المهنة مراقبة مستمرة وصرامة اكثر لتنظيم قطاع الادلاء السياحيين الذي يعد حلقة اساسية ومن بين المتدخلين في الترويج الجيد او السيء للوجهة السياحية التونسية لاسيما ان الدليل السياحي المرافق الاساسي للسائح بمجرد وصوله الى المطار او الميناء وخلال جولته في المناطق السياحية، ويتدخل الدليل بنسبة كبيرة في الانطباع الذي سيحمله السائح عن الوجهة التونسية، وفي قرار عودته من عدمه.