وجدي سائحي... آخر شهداء مدينة تالة... أصيب في فخذه الأيمن برصاصة قنّاص صباح يوم 12 جانفي على بعد خطوات من منزله... وظل ينزف حد الموت بعد أن منع البوليس عائلته من إنقاذه وذلك بنقله السريع إلى المستشفى المحلي بتالة. روى شقيقه الأكبر رمزي سائحي حادثة استشهاده ل«الشروق»... مؤكدا أن أسرته لا تريد مالا كتعويض من الحكومة المؤقتة بل تريد قصاصا من مطلق النار على ابنهم رغم محاولته التماسك دمعت عينا رمزي وهو يتحدث عن الشهيد شقيقه وابنه على حد قوله.. إذ توفّي والداه وباشر رمزي رعاية أشقائه ورعاية وجدي الذي كان ابنه قبل أن يكون الشقيق الأصغر. قال إن الشهيد متحصّل على شهادة في صناعة الأحذية وأنه كان يستعد لبعث مشروع صغير بالمنطقة وأنه مثل كل الشباب اندفع إلى الشارع ليساند المحتجين احتجاجا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي الهشّ الذي كان يعاني منه الشباب في تالة وفي كل المناطق الداخلية... مؤكدا أنّ وجدي خرج يوم 12 جانفي للتظاهر فأصيب في فخذه الأيمن برصاصة قناص في حدود الساعة الحادية عشر صباحا وذلك غير بعيد عن منزل أسرته. هبّت أسرته لنجدته لكن البوليس منعهم من نقله إلى المستشفى المحلي بتالة.. وبيّن رمزي أن شقيقه كان يرفع علامة النصر بيسراه والشهادة بيمناه. وبعد حوالي 20 دقيقة تمكنت الأسرة من نقل المصاب إلى مستشفى المنطقة حيث تلقّى إسعافات كبيرة من الطاقم الطبّي بالمستشفى رغم إضرابهم في ذلك اليوم بعدها تم نقل الشهيد بواسطة سيارة إسعاف إلى المستشفى الجهوي بالكاف لكنه لفظ أنفاسه في الطريق وذلك في حدود الساعة 11 و43 دقيقة أي بعد حوالي ساعة إلا ربع من النزيف الحاد الذي أصابه جرّاء الرصاصة. ويؤكد شقيقه الأكبر رمزي أن أسرته رفضت التعويض المادي رغم احتياجها وتطالب فقط بمحاكمة من قتله. وأثناء استظهاره بوثائقه الشخصية تبينا أن رمزي السائحي كان يعمل خلال سنة 90/91 نقاش جبس في دائرة الشؤون الهندسية بديوان الرئاسة العراقي... ولأن عددا من التونسيين ممن اشتغلوا سابقا في دولة العراق عبروا ل«الشروق» عن عدم وضوح القرار الرسمي في ما يتعلق بمدخراتهم والتي 6 يتسلمونها بعد أن سألنا رمزي عن مدى حصوله عن مدخراته فرد بالقول إنه تسلّم مبلغا قيمته 2500 دولار عام 2000 بعنوان القسط الأول وأنّه تم وعده بتسلم القسطين الثاني المقدر ب1500 دولار والثالث المقدر ب18 ألف دولار عام 2001 لكنه لم يتسلّم بعد ولو مليما و احدا!