لا تزال مدينة فرنانة التابعة لولاية جندوبة تعيش الفقر والخصاصة وتأمل أن يتقلص حجم المعاناة الذي ترزح تحتها فئة كبيرة من متساكني هذه المنطقة الحدودية ذات المناخ الصعب والظروف القاسية. وكان سكان هذه المنطقة النائية قد شاركوا في الثورة المجيدة التي حرّرت البلاد من النظام البائد، وكانت مطالبهم تصب في خانة تحسين ظروفهم المعيشية الصعبة التي تعود بالأساس الى ضعف التنمية بالجهة وافتقارها الى المصانع والمشاريع التنموية القادرة على توفير مواطن العمل وتشغيل الشباب. ومن بين المظاهر المؤلمة والدالة على الخصاصة التي تعيشها المناطق الجبلية بجهة فرنانة، تنامي ظاهرة المعينات المنزلية العاملات بالمدن الكبرى وخاصة تونس العاصمة لدى العائلات الميسورة من أجل كسب «القوت» وتوفير بعض المبالغ المالية لعائلتهن المعوزة والفقيرة. وقد رجانا بعض الفتيات تبليغ أصواتهن من أجل إحداث مصنع للنسيج بجهة فرنانة للقضاء على سوق المعينات المنزلية الذي ظلّ وصمة عار على جبين النظام البائد.