قد لا نبالغ عندما نجزم بأن حي سيدي أحمد الشريشي من معتمدية الكافالشرقية هو من أفقر الأحياء وأكثرها خصاصة، رغم عراقته واحتلاله لموقع متميز بقلب المدينة. وتشير الأرقام التي بحوزتنا أن حي سيدي أحمد الشريشي يعد حوالي 20 ألف ساكن ويضم حوالي 6 أحياء صغيرة تتعلق بحي الليل وحي بئر الثلج ودوار العربي وعين بوكسيلة والتونسي عرنوس بالاضافة الى حومة الجامع، هذه الاحياء وإن اختلفت أسماؤها فإن القاسم المشترك بينها هو الفقر والخصاصة ورداءة البنية التحتية. واد يشق الحي... وفضلات منزلية هنا وهناك وأنت تتجول بحي الشريشي يشد اهتمامك ذاك الوادي المسمى «بوادي الجيفة» والذي يشق الحي من شماله الى جنوبه، هذا الوادي وبما يحتويه من فضلات وحيوانات ميتة أصبح مرتعا للحيوانات والكلاب السائبة، وهو يشكل مصدر قلق وازعاج بالنسبة لمتساكني حي الشريشي كما أنه يمثل مصدر خطر على صحة أبنائهم خاصة أثناء فصل الصيف عندما يتحول الى موطن لجحافل الناموس وقاعدة لبقية الحيوانات والحشرات التي تنطلق منه لشن هجماتها الشرسة على السكان الذين لا يجدون في بعض الأحيان قدرة على حماية أنفسهم من تلك المخاطر باعتبار محدودية امكانياتهم المادية. هذه المأساة زادتها الفواضل المنزلية المتناثرة هنا وهناك وأمام المنازل قتامة وخطورة. بنية تحتية متدهورة من النقائص الأخرى التي يشكو منها حي الشريشي، ما تعلق بتدهور البنية التحتية من طرقات وأنهج وغياب شبه كلي للانارة العمومية، فالطرقات ضيقة جدا وكثيرة الحفر والنتوءات، يزداد حالها سوءا مع نزول الامطار. أما الأنهج فهي بدون انارة عمومية، وإن وجدت هذه الانارة فإن أغلبها في عطلة ومعطب منذ مدة لسبب أو لآخر. فقر وخصاصة وغياب كلي لدور الشباب يعيش أكثر من ثلثي السكان بحي الشريشي تحت خط الفقر، وهم يتذمرون من الخصاصة والتهميش وارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين صفوف شباب هذا الحي الذي يفتقر الى أبسط ضروريات العيش الكريم. رغم أنه لا يبعد سوى بعض الامتار عن وسط المدينة من جهة أخرى فإن غياب دور الشباب عن هذا الحي بات بمثابة الدافع الى الشعور بالغبن والاشمئزاز والتفرقة بين شباب الجهة الواحدة. مستوصف دون المأمول مستوصف الجهة بدوره مثل نقطة استفهام، لم يجد لها الأهالي جوابا شافيا سيما وقد ذاقوا الأمرين بسبب افتقاره الى الاجهزة الطبية الضرورية وما يشكوه من نقص في الأدوية وضيق المقر. رغبة في إقامة مسجد في الأخير رجانا أهالي الشريشي تبليغ أصواتهم التي قالوا بأنها لم تجد في العهد السابق أذانا صاغية، من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية التي وصفوها بالمزرية بالاضافة الى رغبتهم في إقامة جامع للصلاة على أرض مهملة منذ حوالي 20 سنة تقع بوسط الحي لم يجدوا سبيلا لاستغلالها لتشييد مسجد للصلاة رغم الجهود والمطالب التي تقدموا بها في هذا الاطار.