يبدو أن كشف المستور من الحقائق التي تثبت تورط بعض رموز الفساد في تشويه الرياضة التونسية ومحاولة بسط سيطرتهم عليها سيتطلب وقتا طويلا نظرا لأن ما ارتكبه هؤلاء لا يمكن حصره.... شهادة أخرى تأتينا هذه المرة من توفيق بن عثمان الذي كان شاهدا على غطرسة سليم شيبوب في فترة سابقة، وللإشارة فإن محدثنا كان رفض الاصداع بهذه الحقائق، في الحوار الذي أجريناه معه، أياما قليلة قبل سقوط النظام... شيبوب أقالني من تدريب المنتخب يقول توفيق بن عثمان: «خلال دورة الألعاب الإفريقية بالاسكندرية سنة 1991، شاركت تونس بمنتخب أقل من 23 سنة، الذي كان يضم وقتها طارق ثابت وفوزي الرويسي وصبري البوهالي والعيادي الحمروني وغيرهم... وقد بلغنا المباراة النهائية في تلك الدورة لمواجهة المنتخب الكاميروني وفي يوم المباراة وقبل بدايتها بثلاث ساعات اتصل بي سليم شيبوب (الذي كان حينها رئيس للترجي) وطلب مني عدم اشراك العيادي الحمروني في المباراة النهائية لأن الترجي كان يستعد لخوض مباراة مهمة في اطار مسابقة رابطة أبطال افريقيا... أجبت سليم شيبوب وقتها بأنني لا أستطيع ذلك والسبب هو أن مصلحة المنتخب تبقى فوق كل اعتبار كما أنني كنت في حاجة لاشراك الحمروني 20 دقيقة فقط أو على أقصى تقدير نصف ساعة لكنني رفضت ذلك وأشركت اللاعب في كامل المباراة ولا أنكر أن هذه الحركة أثرت في تركيزنا وجعلتنا نخسر النهائي بهدف نظيف...» عاقبة من يقف في وجه شيبوب سليم بن عثمان اختار التصدي لشيبوب لكن النتيجة كانت مكلفة جدا وهو ما كشفه لنا قائلا: «عندما عدت الى تونس، طلب مني رئيس الجامعة وقتها، المنصف الشريف أن أقدم استقالتي، وعندما سألته عن سبب ذلك قال لي: «لا تسأل هذه أوامر صدرت من فوق... حينها أحسست أن شيبوب قد عاقبني، على ما قمت به، وعلى وقوفي في وجهه فقررت أن أنسحب دون أن أقدم استقالتي لكنني لم أكن أتوقع أن قدرة التدمير لشيبوب بمثل تلك الطريقة فمنذ ذلك الوقت وقع تجميدي وتم اقصائي من المنتخب ومن الجامعة ومن الادارة الفنية كما ابتعدت لفترة طويلة عن تدريب الأندية وكل ذلك بإيعاز من سليم شيبوب...» نفوذ وتواطؤ غضب سليم شيبوب على توفيق بن عثمان كان كبيرا وهو ما أكده لنا محدثنا بالقول: «عندما وجدت نفسي عاطلا عن العمل في السنوات الأخيرة وأصبحت على عتبة الفقر أرسلت مطلبا الى الرئيس المخلوع بتاريخ 15 ديسمبر 2009 أطلب منه المساعدة من خلال تمكيني من منحة وعندما علم شيبوب بالأمر أخبرني عن طريق شخص ما أن مطلبي لن يصل الى الرئيس ولن أتحصل على اجابة علىمطلبي، وبالفعل لم يصلني الى حد الآن أي رد على مطلبي ويوم خلع الرئيس السابق علمت أن شيبوب كان قادرا على فعل كل شيئ لأي شخص يمكن أن يتصدى له...»