تجددت الليلة قبل الماضية المواجهات والغارات على الفلوجة بعد ساعات من قصف أمريكي لسامراء أوقع عديد الشهداء والجرحى من النساء والاطفال خصوصا... وعلى ما يبدو صعدت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المدن السنية مثل الفلوجة وسامراء في محاولة لاخضاعها بالقوة بعد «التسوية» التي انهت المعارك في معاقل التيار الصدري. ومقابل عودة الهدوء الى مدن الجنوب مثل البصرة والعمارة ومدن الوسط التي شهدت اعنف المعارك في الاسابيع الماضية، خصوصا النجف والكوفة، بدت المدن السنية الواقعة في محيط بغداد غربا وشمالا مقبلة على تصعيد كبير في المستقبل القريب. تصعيد قادم؟ وعلى وجه التحديد تبدو مدينتا الفلوجة وسامراء معرضتين لاعتداءات واسعة من قبل القوات الامريكية والقوات الموالية للحكومة العراقية المؤقتة المعينة من سلطة الاحتلال. وتعرضت الفلوجة الليلة قبل الماضية لغارات امريكية جديدة على الحيين الصناعي والعسكري أوقعت وفق بعض التقارير ما لا يقل عن 4 شهداء وعدد من الجرحى. ونفذ الطيران الامريكي هذه الغارات اثر اندلاع اشتباك الليلة قبل الماضية في محيط المدينة بين عناصر المقاومة العراقية وقوات مشاة البحرية. وحسب متحدث عسكري أمريكي فان الاشتباك اندلع بعد ان هاجم مقاومون دبابات امريكية متمركزة شمال شرقي المدينة. وقال المتحدث ذاته ان المقاومين استخدموا في الهجوم مدافع الهاون والقاذفات الصاروخية. وزعم المتحدث الامريكي ان قوات الاحتلال قتلت عددا من المقاومين في هذا الاشتباك مدعيا ايضا ان القصف الجوي والمدفعي استهدف مواقع لمقاتلين الأجانب. وكانت مدينة سامراء الواقعة شمالي بغداد قد تعرضت بدورها الليلة قبل الماضية لقصف جوي أمريكي اسفر عن استشهاد طفلين وسيدتين واصابة 7 مدنيين آخرين وصفت مصادر طبية حالتهم بالخطيرة. وقال الرائد في الشرطة العراقية المحلية سعدون محمد ان طائرات امريكية قصفت سيارتين مدنيتين على الطريق العام في المدينة مما ادى الى سقوط هؤلاء الشهداء والجرحى. وجاءت الغارات الامريكية علي سامراء غداة الحديث عن مفاوضات بين حكومة اياد علاوي وممثلين عن أهالي سامراء لاجل تهدئة الوضع في هذه المدينة التي تعتبر من معاقل المقاومة في محيط بغداد. وفي الموصل، واصلت المقاومة ضرب الاهداف الامريكية ملحقة مزيدا من الخسائر بقوات الاحتلال التي كانت قد أقرت أوّل أمس بمصرع جندي وجرح اثنين قرب المدينة. وذكرت قناة «الجزيرة» القطرية ان عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور قافلة عسكرية امريكية مكونة من اربع مدرعات في الموصل مما أدى الى إعطاب احدى الآليات. وبعد تفجير العبوة وقع تبادل لاطلاق النار استشهد فيه عراقي وجرح 4 آخرون بينهم 3 أطفال. وفي كركوك بشمال العراق ايضا اغتال مسلحون صباح أمس اابراهيم اسماعيل المدير العام للتربية بالمدينة في حين اصيب 3 من حراسه بجروح متفاوتة الخطورة. ويعد القتيل من الشخصيات التركمانية المعروفة من هذه المدينة المضطربة التي يسكنها طوائف عديدة اهمها العرب والاكراد والتركمان.