وسط أجواء مشحونة بالتوتر والحزن وفي مشهد يذكرنا بيوم 14 جانفي توافد يوم أمس على المندوبية العامة للجماهيرية العظمى بتونس آلاف من الليبيين والتونسيين والجاليات العربية المقيمة في تونس، التقوا أمام المقر حاملين العلامات واللاّفتات وكاميراوات الهواتف الجوالة والكتاب الأخضر الذي تمّ تمزيقه تحت هتافات وصراخ وتصفيق الحاضرين الذين رأوا فيه علامة من علامات التخلّف والرّجعية. المتظاهرون ندّدوا بالمجازر المرتكبة في حق الشعب الليبي وبالجرائم التي لم ترتكبها في عدوّ عدوّهم إسرائيل، قالوا إنه مجنون وأفتوا بقتله أو تسليمه للمحاكمة ومن بين المطالب التي طالبوا بها «الشعب يريد رحيل القذافي» و«لا تجمّع لا لجان شعب عربي لا يُهان» كما هتفوا «Dégage» و«قشّع» و«إرحل» وتمّ ترجمته له بمختلف اللغات واللهجات علّه يفهم ويستوعب قيمة الغبن والغضب ممّا أتاه من جرم إزاء شعبه، هذه التظاهرة السلمية التي تلاحمت فيها مشاعر التونسيين بأشقائهم الليبيين ردّدت شعارات «اللّه أكبر عاصفة على القذافي ناسفة» و«قولوا لمعمر وكباره الشعب الليبي عنده رجاله». «الشعب يريد إسقاط نظام القذافي»، وردّدوا النشيدين الوطنيين الليبي والتونسي. وقبل أن يكثر عدد المتظاهرين أي في حدود الساعة العاشرة والنصف دخل الحاضرون أمام مقر المندوبية العامة للجماهيرية العظمى بتونس في حلقات نقاش حول الأوضاع داخل المنطقة العربية واعترافات لمواطنين تكشف حجم الجرائم التي ارتكبها القذافي في حقّ أهاليهم ومن اللييين من أكد أنه لم يتفاجأ بردّة فعل المعمّر ببساطة لأنه جاهل والجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوّه. في حين اعتبره البعض الآخر أنه مجنون فقد عقله وطالبوا المحيطين به بعزله ووقف حمامات الدم وإلا فإنه سوف يتمادى في جرمه وتحدّيه لكل الأعراف والقيم، وأشار البعض من التونسيين الى طيبة الشعب الليبي وكرامته وأنه لا يستحق مثل هذه المعاملة المهينة والمهينة.