واصلت السلطات الليبية حملة القمع العنيفة للمتظاهرين السلميين المطالبين باسقاط نظام معمر القذافي، في محاولة وصفت باليائسة لمواجهة الاحتجاجات، حيث أكّدت مصادر متطابقة أن السلطات الليبية استعملت الطائرات لقصف المحتجين رغم ادعاء النظام أن الطيران الحربي لم يقصف سوى مخازن للأسلحة في وقت يجوب آلاف المرتزقة الشوارع ويقتلون المدنيين بينما خرجت عدّة مدن كبرى من سيطرة النظام الليبي. ووفق شهود عيان في طرابلس فقد تم اللجوء الى الطائرات لقمع المتظاهرين في عدة مناطق من العاصمة الليبية، وأشار الشهود الى أن مرتزقة أجانب واصلوا أمس اطلاق النار على المدنيين في المدينة. وقال شاهد عيان لقناة «الجزيرة» إن طرابلس محاصرة وهناك من يوصفون بأنهم مرتزقة أجانب يجوبون الشوارع في سيارات مصفّحة ويطلقون النار عشوائيا على المدنيين وحتى على طواقم الاسعاف. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصادر وصفتها بالموثوقة أن الطيران الحربي قصف المتظاهرين في شارعي الشلقوم وعمر المختار وسط طرابلس، فيما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أن المحتجين سيطروا على المنطقة الحدودية مع مصر. وأضافت المصادر أن الطيران قصف مدرجات المطارات ومقرّات عسكرية وأمنية ومدنا أخرى من بينها بنغازي والبيضاء شرق ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود قولهم ان مذبحة وقعت في حيي فشلوم وتاجوراء، وقال شهود من تاجوراء شرقي طرابلس إن جثث القتلى منتشرة في الشوارع إضافة الى الجرحى. وقال شاهد عيان من طرابلس إن أكثر من 250 مدنيا قتلوا في قصف شنّه الطيران الحربي على أحياء سكنية في المدينة وكانت طائرتان ليبيتان انشقّتا عن الجيش وفرّتا من البلاد هبطتا بمالطا لرفضهما قصف المتظاهرين الليبيين في الشوارع. وأكّدت السلطات المالطية أن الطائرتين كانت مسلحتين بالصواريخ كما كانت رشاشاتها محمّلة بالذخائر. وذكر المدير التنفيذي للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الدكتور لؤي ديب أن عدد القتلى في ليبيا بلغ نحو 800 قتيل اضافة الى أكثر من 3 آلاف جريح ومئات المفقودين. وأشار شهود عيان الى أن الجنود الليبيين اختفوا من كافة شوارع طرابلس وانضمّوا الى المتظاهرين، كما قال الضابط في الأمن العام الليبي المقدّم أحمد عثمان إن معظم ضباط الشرطة والقوات المسلّحة انضموا الى الجماهير في العاصمة.