ضبابية كبرى واستفهامات كثيرة تحوم هذه الايام حول المهرجانات الصيفية: متى ستنطلق؟ وما هو محتواها وهل هناك من أفكار جديدة؟ ومتى سيتم تقديم الاقتراحات..؟ تساؤلات كثيرة طرحها مجموعة من الفنانين وأجابوا عن بعضها خاصة بعد ان راجت في المدة الأخيرة أخبارا مفادها إلغاء المهرجانات وهو ما كذبته وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وقد لاقى هذا الخبر ردود أفعال كثيرة من الفنانين الذين رأوا في ذلك خطأ كبيرا قد يعود بالمضرة على الجميع لذلك طرحت «الشروق» هذا الموضوع، فما هي تصورات الفنانين للمهرجانات الصيفية 2011 مع هذه الظروف التي تعيشها بلادنا اليوم بعد ثورة 14 جانفي؟ لأن مهنة الفنان هي الغناء في المسارح فإن مجموعة من الفنانين أكدوا انه لا مجال لإلغاء المهرجانات الصيفية ونفس الشيء أكدته وزارة الثقافة الا ان الفنان لطفي بوشناق يرى أننا اليوم في حاجة الى بلدنا وبلدنا في حاجة الينا ولسنا في حاجة الى المهرجانات... «هناك أولويات» يقول بوشناق المهم ان نعيد البناء ومصلحة البلاد فوق الجميع وإن نُظّمت فعلا المهرجانات. يضيف بوشناق «اقترح ان تعود كل المداخيل الى العائلات الفقيرة من هذا اذا كان الاطار مهيأ وألا يكون على حساب أولويات أخرى... صيغة جديدة وبين رافض ومؤيد لتنظيم المهرجانات الصيفية يقول الدكتور محمد الڤرفي «هذه الثورة اندلعت من اجل الحد من البطالة لا من أجل تفشيها ولو تم الغاء المهرجانات ماذا سيشتغل المغنّي؟! ومن جانب آخر يقول محمد القرفي «المهرجانات في صيغتها الحالية ليست معقولة.. بإمكان الوزارة تنظيم 24 مهرجانا في كل ولاية بدل 165 مهرجانا...» «هذا الموضوع يتطلب دراسة عميقة ولجان تعمل على تفكيكه وليست مثل التي نراها تشتغل اليوم من خلال قرارات مسبّقة لابد من صيغة جديدة...» يضيف الدكتور القرفي فالثورة أقيمت ايضا على الثقافة البائدة والقديمة لذلك وجب القطع مع السلبيات واعادة النظر في المستقبل.. كيف سنشارك في الحضارة من جديد... يقول الدكتور محمد الڤرفي لابد من القطع مع الصبغة التهريجية للمهرجانات والابقاء على الترفيه الذكي والنافع فكريا... لسنا برجوازية ومن جانب آخر تحدث الفنان احمد الماجري عن ضرورة الابقاء على الفنانين الذين يملكون البعد الثقافي في فنّهم ومن يشتغل في المزود يهتم بالأعراس، وعن موضوع الغاء المهرجانات أو الابقاء عليها يقول الماجري «نحن لسنا من الفنانين البرجوازية حتى نستغني عن المهرجانات نحن نقتات منها ولا نملك الاموال الطائلة والدعوات من الخارج... لكن ما أريد اقتراحه، يضيف احمد الماجري: «لابد من الابتعاد عن الصبغة التجارية للمهرجانات واعطائها صبغة ثقافية وتوعوية ونفس جديد للروح الموسيقية حتى تفرز هذه الثورة جملة موسيقية يقبلها العالم». وداعا لأشباه الفنانين الشعب التونسي مرّ بمحنة وبظروف عصيبة لذلك من البديهي ان يتغير مضمون المهرجانات يقول الفنان جلول الجلاصي «لابد ان نودع أشباه الفنانين ممن كان يفرضهم قيس الطرابلسي وسوف نودع ايضا سيف الذي اعتقد انه فنان واعتلى ركح قرطاج في حين ان كبار الفنانين يحلمون بقرطاج ولا يطالوه. جلول الجلاصي متفائل بمستقبل الفن في تونس ويعتقد ان الامور سوف تسير في صالح الفنان الحقيقي، مؤكدا على ضرورة الابقاء على المهرجانات الصيفية لأن المواطن التونسي في حاجة الى الترفيه بعد هذا الظرف العصيب الذي مرت به البلاد». هكذا إذن تضاربت الآراء واختلفت الاقتراحات بخصوص مضمون المهرجانات الصيفية لسنة 2011 لكن بقيت الغلبة لفنانين يرفضون الغاء المهرجانات لكنهم يقترحون تغيير فحواها حتى تكون جادة وجدية ثقافية وترفيهية.. وتبقى بعض الاجابات عن بعض الاسئلة سابقة لأوانها وهي من مشمولات الوزارة التي ستجيب عنها في الإبّان.