...ردّا على احتجاجات العشرات من المهاجرين غير الشرعيين الذين اعتصموا داخل المتحف البحري للجزيرة... نقلت «الشروق» احتجاجاتهم إلى منظمة الأممالمتحدة للاجئين فرع لمبيدوزا حيث السيد إدريس أوليب... المسؤول عن عملية ترحيلهم من على الجزيرة إلى اليابسة الإيطالية... يقول السيد إدريس: «صدقوني لم نخطئ كل ما في الأمر سوء فهم للحكاية... فالقادمون كلهم موجودون الآن بمعتقل «دلاباركي» ويحمل كل منهم رقما ليس إلا رقما للأولوية أثناء عملية النقل... ونظرا إلى تواجد الآلاف من التونسيين فقد اضطررنا إلى إجراء عمليات نقل مرتين في اليوم الواحد لحوالي 250 و300 شخص عبر الجو... ومن ثم توزيعهم على معتقلي «باري» و«كاتانيا»... لكن هذين المعتقلين اكتظا بشكل رهيب... فالأرقام كبيرة جدّا بلغنا إلى اليوم حدود 5450 شخصا وصلوا الجزيرة دون احتساب من هم في الطريق... وقد تمكنا خلال الأيّام العشر الفارطة من نقل الآلاف ولم يبق إلا حوالي 1800 شخص... لكن من هم معتصمون اليوم بالمتحف رفضوا الالتحاق بالمعتقل مع بقية الأشخاص... وهذا من حقهم نظرا إلى الاكتظاظ الشديد لكن في المقابل شكلوا لنا مشكلا فنحن ننقل حسب الرقم من المعتقل الكبير.. مقترحات لفض الخلاف ...المعتصمون داخل المتحف أصرّوا على أن يشملهم الدور في عملية النقل والفرز دون الحاجة لأن يلتحقوا بمقرّ المعتقل الكبير... وتعبيرا عن احتجاجهم قاموا بتنظيم مسيرة عبر شوارع الجزيرة للتعبير عن وضعيتهم... مطالبهم نقلناها بكل أمانة إلى أعضاء المنظمة... الذين وعدونا بتسوية الأمر في أقرب الآجال. «وفعلا وفي نفس مساء اليوم أشرفت منظمة الأممالمتحدة للاجئين على نقل 25 ثم 40 ثم 25 نفرا من المعتصمين بالمتحف والتحاقهم بركب باقي المرحلين من المعتقل الكبير إلى ميلانو عبر الطائرة...». السيد إدريس المشرف على عمليات الترحيل ختم كلامه بالقول: «لقد فعلنا كل ما في وسعنا لمساعدتهم مع باقي المنظمات الموجودة على الجزيرة... تعودنا سابقا على أعداد محدودة من السفن ومن المهاجرين السريين لكن هذه المرّة كان العدد كبير جدا بل رهيب إنه يتجاوز الخمس الاف وقد قمنا بتسجيلهم جميعا لذلك تطلبت عملية نقلهم عدة أيام فكل المراكز مكتظة الآن... لقد وفرنا لهم الغذاء والمكان والملبس... وهناك منظمات تدرس حالاتهم... لكن السؤال الوحيد الذي مازال عالقا: «كيف وصل الآلاف في أيام أربع مع بعضهم البعض؟.. بصراحة سؤال لم أعثر له على إجابة...