تناول صباح أمس خبراء ومجموعة من الحقوقيين دور لجان الحقيقة في تحقيق العدالة الانتقالية والمسار الديمقراطي خلال اليوم الثاني للندوة التي نظمها مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية. وقال الأستاذ شوقي الطبيب أنه يوجد نوع من العجلة في تونس بينما هناك أشياء خاصة منها العمل السياسي تحتاج الى وقت. وأضاف أن العدالة الانتقالية لها شروط وهي هدوء الخواطر لأن هناك عائلات عديدة فقدت أحد أفرادها وليس من السهل عليهم النسيان والتجاوز. كما يوجد عائق تشريعي هام جدا يتمثل في أن العدالة الانتقالية تتطلب اصلاحات تشريعية وليس مرسوما. وقال: «أشعر بالسعادة عندما أرى من عمره 14 سنة ويشارك في مظاهرة ويطالب بالمجلس التأسيسي ويعطي الوردة للجندي ويردد حماة الحمى لأن ذلك السلوك هو نوع من التربية المدنية وهو في صالح البلاد ومن سيحكمها في المستقبل». وقال ربما بدأنا في كشف الحقيقة لكن لا بد من اصدار القوانين والتشريعات الكافية. وانتقد ما قامت به لجنة التحقيق في الفساد والرشوة عند اكتشافها لكنوز بن علي بقصر سيدي بوسعيد واعتبره خطأ فادحا لأن ذلك حسب رأيه يجب أن يتم بإذن من القضاء. أزمة ثقة وقال الإعلامي صلاح الدين الجورشي عضو لجنة الإصلاح السياسي أن اللجنة وجدت نفسها في سياق سياسي يتميز بالاضطراب. وقال نحن نطالب بسقف انجازات أعلى بكثير ولكن لا يجب التقليل مما ينجز حاليا. وأوضح أنه في البداية لم تكن اللجنة مستهدفة في حد ذاتها وبعد التعيينات الأولى للحكومة كانت المخاوف من التركيبة المختارة ثم بعد التعديل الوزاري ساد الهدوء وبدأ التطبيق فإذا بالحكومة ترتكب خطأ كبيرا بتعيين الولاة فأعاد الخوف من الحكومة وعاد التمرد عليها والسخط بما في ذلك اللجان، وأصبحت هذا الأخيرة تواجه التشكيك. شخصيات اعتبارية وصرح بأن النظام السابق نجح في القضاء على الشخصيات الاعتبارية ونحن اليوم ندفع ثمن ذلك حيث لا نجد أطر افا ترتب الأوراق في حال عدم القدرة على ترتيب أوضاعنا. وقال أن اللجان تحتاج الى خبرات وتجربة ونحن لا نملكها كما أنها تشتغل بدون نص قانوني يحدد صلاحياتها وهو ما جعلها عرضة للانتقاد من قبل أطراف عديدة. واعترف بأن اللجنة وجدت صعوبة في التعامل مع المواطنين الذين يقدمون ملفات عديدة ويطالبون بالقصاص وبرؤية النتيجة في زمن وجيز. وأكد أن اللجنة لا يتكامل دورها مع مؤسسات الدولة فيجد المواطن نفسه كما العهد السابق «بره وايجى» وهو ما أدى الى التشكيك في أهمية دور اللجان. وأضاف أن اللجان تواجه كذلك تحديا آخر يتعلق بالخلط بين التحقيق القضائي وتحقيق اللجنة. تداخل وذكر السيد محسن مرزوق المدير التنفيذي للمؤسسة العربية للديمقراطية أن المرحلة الحالية لم تجد رموزا حتى في السلطة ونحن في فترة تقاسم سلطة وليس الامساك بالسلطة. وأضاف في المراحل الانتقالية الشرعيات غير مهمة لأنها غير شرعية فهي تمهد من خلال الانتخابات لتأسيس حكومة جديدة. وأشار الى أن الحكومة لم تعد الاعتبار للضحية الرمز عندما أحرق نفسه، ولاحظ تداخلا بين العدالة الجنائية والعدالة الانتقالية.