سقط عشرات العراقيين أمس بين قتيل وجريح في مظاهرات عمّت عدّة مدن في العراق أطلق عليها منظموها اسم «يوم الغضب» للمطالبة باسقاط حكومة نوري المالكي وتحسين الخدمات العامة ومحاربة الفساد ومعالجة أزمة البطالة. فقد سقط 5 قتلى و17 جريحا على الأقل في مظاهرة بمدينة الموصل مركز محافظة نينوى بنيران أطلقتها القوات الأمنية فيما أحرق المتظاهرون سيارة حكومية ورشقوا مبنى المحافظة بالحجارة. وشهد قضاء الحويجة جنوب غرب محافظة كركوك مصرع شرطي وجرح عدد من المتظاهرين في مواجهات مع قوات الشرطة فيما أضرم المتظاهرون النار في مقرّ المجلس البلدي بالقضاء. وقُتل متظاهران على الأقل وأصيب 20 شخصا بجروح من بينهم 5 من رجال الشرطة أمس في صدامات بين محتجين وقوات الأمن في الحويجة شمال العراق. وأفاد شهود عيان في محافظة الأنبار، غرب العراق أن عددا من المتظاهرين من بينهم مصور صحفي أصيبوا بنيران قوات الأمن أمام مبنى المحافظة. وقال الشهود إنّ عددا من المتظاهرين رشقوا مبنى محافظة الأنبار بالحجارة، ممّا دفع القوات الأمنية الى اطلاق النار عليهم وإصابة 4 منهم. أمّا في محافظة صلاح الدين فقد أصيب خمسة متظاهرين بنيران القوات الأمنية في منطقة سليمان بك جنوب المحافظة، في وقت فرّقت القوات الأمنية في محافظة ذي قار جنوب العراق المتظاهرين بخراطيم المياه وضربتهم بالهراوات بعد أن رشق المتظاهرون القوات الأمنية ومجلس المحافظة بالحجارة. وفي بعقوبة مركز محافظة ديالي انتحر شاب عراقي عاطل عن العمل بسبب ظروفه المعيشية الصعبة. وفي جنوب العراق استقال محافظ البصرة شلتاغ عبود أمس من منصبه بعد مظاهرة ضمّت نحو 5 آلاف شخص طالبوا بإقالته. وكان آلاف من شباب البصرة تظاهروا صباح أمس احتجاجا على سوء الخدمات مطالبين بإقالة المحافظ وتوفير البطاقات التموينية والقضاء على البطالة والفساد، فيما طوّقت القوى الأمنية مبنى المحافظة بحواجز اسمنتية لمنع المتظاهرين من الاقتراب منه. وهذه أول مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن الحكومية خلال المظاهرات التي عمّت مدن العراق من أقصاه إلى أقصاه. وقد توافد آلاف المتظاهرين على ساحة التحرير وسط بغداد أمس مشيا على الأقدام بعدما فرضت قوات الأمن العراقية حظرا على سير السيارات والدراجات بأنواعها ابتداء من منتصف الليلة قبل الماضية بحجّة الدواعي الأمنية. وحلقت فوق ساحة التحرير مروحيات عسكرية عراقية لمراقبة المتظاهرين الذين ردّدوا شعارات تطالب بالاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد، فيما اعتلى مئات الجنود أسطح المباني لمراقبة الموقف وشوهدت مدرّعات عسكرية تنتشر في المناطق الحساسة.