حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الغرب أول أمس من أن أي محاولات للتدخل في ثورات العالم العربي قد ينتج عنها وصول متطرفين الى السلطة. وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي في بروكسيل مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو «يجب أن تمنحوا الناس فرصة ليحددوا مصائرهم ومستقبلهم بأنفسهم». وأضاف «امنحوهم فرصة لتحديد مصائرهم بأنفسهم من خلال الوسائل الطبيعية ودون اي نوع من التدخل الخارجي». وحذر بوتين من أن محاولات سابقة «لفرض الديمقراطية» عززت الثورة الاسلامية في ايران وساهمت في تحقيق انتصارات انتخابية لمتشددين يكافح الغرب الآن لاحتوائهم. ورفضت روسيا طويلا انتقادات الغرب لمعايير الديمقراطية فيها وأسلوب معاملة المعارضين السياسيين. وقال بوتين «منذ وقت ليس بطويل دعا شركاؤنا بنشاط الى اجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة في المناطق الفلسطينية». وأضاف في سخرية واضحة «رائع.. أحسنتم يا رجال.. واتضح أن (حركة المقاومة الاسلامية) حماس هي الفائزة. نفس الناس الذين تصفونهم بأنهم منظمة ارهابية وبدأتم تحاربونهم». وقال بوتين ان زعيم الثورة الايرانية اية الله روح الله الخميني استغل مساندة الغرب أثناء اقامته قرب باريس بضعة أشهر قبل عودته الى طهران عام 1979 ليقود الثورة التي أطاحت بالشاه. وحذر بوتين والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من خطورة احكام التشدد الاسلامي قبضته على واحدة من أكثر المناطق اضطرابا وأغناها بالنفط في العالم. وأضاف بوتين في بروكسيل «بصرف النظر عن النظريات التي تهدف الى بث الاطمئنان الى أنه من المستبعد وصول جماعات أصولية الى السلطة في شمال أفريقيا .