ورد علينا بيان من جمعية المحافظة على القرآن الكريم والأخلاق الفاضلة بصفاقس جاء فيه ما يلي : إن أعضاء جمعية المحافظة على القرآن الكريم والأخلاق الفاضلة بصفاقس وأحباءها باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من النسيج المدني التونسي المجتمعين في جلسة استثنائية لتقييم الوضع الدقيق الذي تمر به البلاد يعربون عن الآتي: 1 اجلالنا لثورتنا الشعبية المباركة التي أسقطت طاغية من أعتى الطغاة، وأطاحت بدكتاتورية من أقسى الدكتاتوريات، كممت الأفواه، وصادرت الحريات، وسلخت المواطن عن هويته وقيمه ودينه، وجعلت الشعب يئن لسنين طوال تحت الظلم والقهر والطغيان، انها ثورة تونسية معجزة، تميزت بأسلوب حضاري فريد، أذهلت القاصي والداني، وفاجأت العدو والصديق، ورفعت راية تونس عاليا بين الأمم، ووهبت للتونسي الحرية والاحساس بالنخوة والفخار، وجعلته يعتز بالانتماء الى هذا الوطن، وفتحت له بابا واسعا من الأمل في المواطنة والكرامة والعدالة والديمقراطية والعيش الكريم. 2 اكبارنا لشعبنا العظيم الذي أنجب جيلا شجاعا مناضلا من الرجال والنساء، تحدى الجبروت والطغيان، ببطولة واباء، في طول البلاد وعرضها . 3 وقوفنا بكل خشوع ترحما على أرواح شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض تونس الحبيبة، وقدموا أرواحهم الزكية فداء للوطن. تغمدهم الله برحمته الواسعة، وأسكنهم أعلى فراديس الجنان، ورزق أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان. 4 تثميننا للدور الرائد المشرف الذي قام به جيشنا العظيم، تجاه شعبه العظيم، في انجاح ثورته العظيمة . 5 دعوتنا لأبناء شعبنا الى اليقظة، ووحدة الصف، ليكون وفيا للشهداء، فيعمل بصدق واخلاص على حماية الثورة، ويحافظ على مقاصدها، ويساهم في تجسيم أهدافها، ويصونها من قوى الردة والانتهازية والفوضى . 6 استنفارنا لقوى الخير والضمائر الحية والنفوس الطيبة، كي تتعاون على اعادة بناء المجتمع على أسس تحفظ للثورة نبلها وطهارتها وسموها، وتجنبها الانحراف والانتكاس، حتى تتجاوز بلادنا هذه المرحلة الحرجة من تاريخها. 7 دعوتنا لأبناء شعبنا للآنصراف الجاد الى العمل والابداع، بما يرقى الى مستوى عظمة الثورة المباركة . 8 حث الشباب على تنظيم ورشات متنوعة للعمل التطوعي في المجالات التي تعود بالنفع على العباد والبلاد. 9 استنكارنا الشديد لما تقوم به الأيادي المشبوهة من تصرفات خسيسة، تسيء للوجه المشرق للاسلام في بلادنا، والاسلام منها براء . 10 مطالبتنا للسلطة المؤقتة بما يلي : تنفيذ الاصلاحات التي قامت من أجلها الثورة من خلال التعامل الديمقراطي، وضمان المشاركة الفعلية، والتمثيل السليم لكل أطياف المجتمع، في كل اللجان والمجالس والهيئات. مراعاة مشاعر أغلبية الشعب التونسي، المتجذر في عروبته واسلامه، واحترام هويته هذه باعتبارها من ثوابت مجتمعنا. الوقوف الى جانب قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين. إعادة هيكلة الجامعة الزيتونية لتعود كما كانت، مركز اشعاع في تونس وفي العالم، وليعود لها دورها الريادي في تكوين العلماء والخطباء والأئمة الأكفاء، بما يحقق وحدة المرجعية في بلادنا، ونشر قيم السماحة والوسطية والاعتدال، بعيدا عن التطرف بكل أشكاله بما يضمن حق التعايش لجميع المواطنين . إنهاء ارتباط الشأن الديني بوزارة الداخلية . مراجعة قانون المساجد بما يمكنها من تفعيل دورها حتى تسهم في نشر الوعي الديني الصحيح بعيدا عن كل توظيف حزبي . الارتقاء بالمستوى المعنوي والمادي لأطر المساجد بما يمكنهم من القيام بدورهم في أحسن الظروف . إعادة النظر في تنظيم الحج والعمرة على أسس سليمة . التوزيع العادل للثروة ضمان حرية الاعلام ليقوم بدوره بمهنية وشفافية دون اقصاء ولا تهميش . إعطاء اللغة العربية مكانتها في التعليم والادارة والشارع باعتبارها مقوما أساسيا من مقومات الهوية . مراجعة برامج التعليم في كل مستوياتها . القيام بحملات واسعة للعناية بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحضاري ومقاومة البذاءة والأخلاق المتردية المنتشرة في شوارعنا وأسواقنا، بما يجعل من تونس بلدا متحضرا يطيب فيه العيش .