تواصل «الشروق» زيارة أسر شهداء الحرية بالحامة ولم تجد صعوبة كبيرة في العثور على بيوتهم فالجميع يعرفونهم ويحبونهم لأن الارض قد ازدهرت بهم.. فنصل سريعا الى حيث كانوا يعيشون قبل ان يخرجوا أناسا بسطاء كغيرهم ليعودوا شهداء تعتز بهم البلاد ويفتخر بهم أهلهم... الشهيد خالد بن سعيد بن الساسي بوزيان من مواليد 26 أوت 1983 ويعمل تاجرا متجولا يشهد له الجميع بحسن السلوك وطيب التواصل مع الناس، وكان لنا لقاء مع بعض أفراد أسرته في منزلهم بالحامة وشد انتباهنا أن السكان قد غيروا اسم الشارع ليحمل اسم الشهيد تخليدا له ولما قدمه مع بقية الشهداء الى هذا الوطن لينعم بالحرية. أخبرنا والده السيد سعيد بمتانة علاقته بابنه خاصة أنه حسن الخلق مع أفراد العائلة بل مع جميع من يتواصل معه وأنه كان شابا عاديا في اهتمامه بعمله ومتابعته لكرة القدم، وذكر لنا أن ابنه منذ سنوات يقدم له يد العون لمواجهة أعباء الحياة المتزايدة رغم الصعوبات الكثيرة التي كان الشهيد يجدها في عمله خاصة المضايقات في الطريق من قبل بعض العناصر الامنية وقد بلغت حد افتكاك بضاعة له قبل شهر من استشهاده. وتعود الذاكرة بالأب الى يوم الخميس 13 جانفي 2011 عندما حذر ابنه خالدا من الاضطرابات وعواقبها فحاول طمأنته قبل خروجه بأنه سيشارك في مسيرة سلمية لا ضرر فيها، ثم خرج وحاول الاب في ما بعد دعوة ابنه الى العودة عبر الهاتف دون جدوى خاصة بعد انقطاع التواصل قبل ساعة واحدة من اصابة الشهيد بالرصاصة القاتلة وهنا استخرج الاب سعيد من جيبه رصاصة تشبه تلك التي اغتالت أحلام ابنه وفرحة أهله. فعند اصابة الشهيد حسونة عدوني وسقوطه على الارض أسرع اليه خالد لاسعافه لكن رصاصة أخرى كانت تنتظره لترديه شهيدا عندما اصابته في جنبه لتتسبب في نزيف دموي أثبت التقرير الطبي أنه نتيجة طلق ناري، وقد اعتبر الاب سعيد قتل ابنه تجسيدا لكل أشكال الظلم في العالم وشاركه في ذلك عم الشهيد محمد وتمسك الاثنان بضرورة تتبع القاتل قانونيا لمحاسبته عما اقترفت يداه من جريمة فظيعة. وتدخل عم الشهيد السيد علي بحماس ليصف لنا شدة تعلقه بخالد اذ يعتبره ابنا وصديقا وكان بينهما تقارب كبير فقد جمعتهما أيام عمل كثيرة قبل ان ينقطع العم عن العمل بسبب المضايقات على الطريق، وأكد على الوعي العفوي عند الشهيد بما يعانيه من ظلم وفساد كغيره من الشبان، واتفق العم علي مع أخيه خليفة بوزيان على التمسك الشديد بمعاقبة القاتل فلا يمكن أن تهدأ النفوس دون أن يتم القصاص ويعاقب من ارتكب هذه الجريمة البشعة. الاصرار على ضرورة القصاص من قتلة الشباب كانت فكرة اكد عليها جميع افراد العائلة فخال الشهيد السيد محسن الشريقي اعتبر ان كنوز الدنيا لا تعوضهم فقيدهم مؤكدا في الآن نفسه على حسن سيرة الشهيد ورفعة خلقه واستقامته وأضاف ان ابن أخته لم يكن له أي اهتمام سياسي بل كان يعمل بجدية لمساعدة أسرته وتحدي الصعوبات التي تعترضه في مهنته. في كل بيت شهيد قصص كثيرة لتروى... ستظل كثيرا تملأ مجالس الناس بأحاديث البطولة والعزة والثورة على الظلم والامتنان عند تلذذ طعم الحرية.