أكد الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب ألقاه مساء أول أمس عشية حلول الذكرى الخامسة والثلاثين لثورة الفاتح من سبتمبر ان ليبيا لم تستسلم في مواجهة التحديات الخارجية حيث تمكنت من الوصول إلى حلول مقبولة لقضية لوكربي ومشكلة الأسلحة المحظورة. وأعلن في الخطاب ذاته رفضه ربط احتلال العراق بمكافحة «الارهاب» داعيا في الوقت نفسه إلى ابعاد الأساطيل والقواعد العسكرية عن مناطق النفط في العالم. وفي هذا الخطاب الذي ألقاه في سرت لمدة ساعتين تقريبا أمام حشد من فعاليات شعبية ليبية تحدث قائد الثورة الليبية عن قضايا داخلية وخارجية. حلول منعت التصادم وفي ما يتعلق بسياسة ليبيا الخارجية في السنوات الأخيرة، أشار القذافي إلى النجاحات التي حققتها الديبلوماسية الليبية مشددا في هذا الباب على أن الجماهيرية أظهرت عزيمة قوية ولم تستسلم في مواجهة التحديات الخارجية. وأضاف ان مواجهة هذه التحديات بصلابة أدى إلى التوصل الى حلول مرضية لقضيتي «لوكربي» و»يو.تي.ايه» وكذلك لمشكلة لوكربي، وهو ما أفضى بالتالي الى حلول سلمية مع قوى كبرى كان من الممكن أن تتصادم معها ليبيا مثلما تصادمت معها العراق ويوغسلافيا ودول أخرى.... ولاحظ القائد الليبي أن التوصل الى هذه الحلول السلمية تم حين قبلت الولاياتالمتحدة اللجوء إلى الطريق القانوني. وقال انه على أمريكا أن تتخلى عن لغة القوة اذا كانت تريد أن يتقبلها العالم. وأضاف : نريد لأمريكا أن تكون محبوبة من العالم لأنها قوة كبيرة ونريد أن نستفيد منها. تغييرات خطيرة وتابع الزعيم الليبي أن الذكرى ال35 لقيام ثورة الفاتح من سبتمبر تمر هذا العام وقد تبدلت معطيات كثيرة (منذ الثورة). وأشار الى حصول «تغيرات درامية» غير مسبوقة مشيرا الى أن العالم متأزم بسبب هذا التغييرات وأكد أن العالم يستقبل التبدلات الخطيرة بقوالب قديمة تقليدية عاجزة عن استيعاب هذه التطورات الخطيرة. العراق و»الارهاب» و»دارفور» وفي معرض حديثه عن التطورات الجارية في العراق والسودان أكد قائد الثورة الليبية انه لا يمكن ربط احتلال العراق بمحاربة «الارهاب». وأوضح ان احتلال العراق هو الذي ادى الى انتصار «الارهاب» الذي قال انه يعيش الان عصره الذهبي بعد غزو العراق. وتابع القذافي: اذا كان هناك ارهابيون فهم يتمنّون ان يكون هناك عراق ثان وثالث حتى تتسع الجبهات امامهم. وندد في السياق ذاته بخطف المدنيين العزل في العراق واصفا ذلك بالاعمال الجبانة لان خطف المدنيين ليس قتالا مشروعا ضد الاحتلال. واستغرب في هذا الاطار ايضا خطف اصدقاء للشعب العراقي مشيرا الى مثال الصحفيين الفرنسيين. وفي ما يخص قضية «دارفور»، اوضح الزعيم الليبي ان ما يجري في هذا الاقليم الواقع في غرب السودان ليست مسألة قوة بل مسألة حقوق وواجبات مشيرا الى استغلال جهات خارجية وبعض الزعامات (في الداخل) للازمة في هذا الاقليم. واوضح انه لو كانت المسألة مسألة قوة لارسلت ليبيا 100 طائرة والف دبابة الى دارفور. ودعا القذافي الى توقيع اتفاق دولي يجعل مناطق النفط في العالم محرمة بمعنى ان لا تكون مسرحا للحروب والاضطرابات وان لا تكون فيها اساطيل او قواعد عسكرية. وأكّد أن استعراض القوة في مناطق النفط ليس تأمينا للنفط بل تدميرا له متهما في الاثناء الدول الكبرى المستوردة للنفط بالتسبب في رفع الاسعار الى مستويات غير مسبوقة. ودعا القائد الليبي مجددا الى الاقتداء بليبيا في مجال نزع الاسلحة المخطورة مطالبا من جهة اخرى ايطاليا بالتعجيل في تقديم التعويضات للشعب الليبي.