حذّر الزعيم الليبي معمّر القذافي من نشر قوّة دولية في دارفور معتبرا أن ذلك سيكون بمثابة «احتلال». واتّهم القذافي الغرب بالسعي إلى الاستيلاء على ثروات السودان النفطية بخطته لإرسال جنود أمميين إلى إقليم دارفور داعيا الخرطوم إلى رفض استقبالهم. وقال القذافي إنّ الدول الغربية والولايات المتحدة لا تشغل نفسها بالتعاطف مع الشعب السوداني أو افريقيا بل بالنفط وعودة الاستعمار إلى القارة الافريقية. وتتفق تصريحات القذافي الذي يلعب دور الوسيط في عدد من النزاعات الافريقية وبينها دارفور مع انتقادات الحكومة السودانية لاقتراح الأممالمتحدة نشر قوات دولية باعتباره محاولة غربية لاستعمار السودان. وطالب القذافي خلال اجتماع مع مسؤولين سودانيين وفصيل متمرّد من دارفور برفض أي تدخّل أجنبي. وقال الزعيم الليبي «أن يكون الاقليم محتلا من قبل الجيش السوداني خير من أن يكون محتلا من قبل قوات الأممالمتحدة، وإن الكارثة الكبرى ستكون إذا تمركزت قوات حلف شمال الأطلسي في السودان». وأوضح «إذا جاء الجيش الأطلسي ووضع جنوده على حدود السودان فستكون كارثة على السودان ودول الجوار لأن الصراع في دارفور هو من صنع الاستعمار، صراع على البترول ومناطق النفوذ». وأضاف القذافي أن قمّة ستنعقد في ليبيا في اليومين المقبلين للتصديق على الاتفاق وأوضح مصدر ليبي أن الدول المشاركة في القمة قد تكون مصر والسودان وتشاد وليبيا. وتضمن الاتفاق الموقع في ليبيا «تسهيل عودة النازحين واللاجئين إلى دارفور بمشاركة قوات حركة تحرير السودان والعمل على ضبط السلاح وجمعه بحيث لا يبقى إلا بأيدي القوات النظامية وأن تبقى حركة تحرير السودان في مواقعها إلى حين استكمال الترتيبات الأمنية». من جهة أخرى اعتبر القذافي أن لبنان لم يستطع حتى الآن أن يثبت أنه دولة مستقلة مما أدى حسب رأيه إلى التدخل السوري والدولي وإلى نشوب حروب طائفية فيه. وقال القذافي ردا على سؤال حول الأزمة السياسية القائمة حاليا في لبنان «إنّ لبنان لم يستطع في يوم من الأيام أن يثبت أنه دولة مستقلة، ولهذا السبب تتدخل البندقية السورية». وأضاف متسائلا «وإلا لماذا لا يستطيع لبنان العيش بمفرده إلا بقوات دولية أو قوات سورية؟ ولماذا يحاربون بعضهم البعض ويتقاتلون مع بعضهم البعض؟». وخلص القذافي إلى القول «على لبنان أن يبرهن أنه دولة مستقلة».