طالبت أطراف غربية عدة أمس العقيد الليبي معمر القذافي بالتنحي، معتبرة ان الوضع في ليبيا وصل الى طريق مسدود على المستويين السياسي والاجتماعي، فيما كشفت تقارير اخبارية ان مقربين من القذافي وأولاده طالبوه بالتنحي بعد الحصول على موافقة من رئيس نيكاراغوا منحه اللجوء السياسي. وفي هذا الاطار اعتبر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان سقوط نظام القذافي ليس سوى «مسألة وقت» معربا عن اعتقاده بأن الأمر يتطلب بضعة أسابيع. العقوبات ستسقط العقيد وشدد فراتيني في تصريحات للتلفزيون الايطالي على ضرورة استمرار الضغط الدولي وتطبيق العقوبات الأممية وفرض منطقة حظر طيران على قوات الجيش الليبي المساندة للقذافي. وأوضح الوزير «إن سعى الجميع الى تنفيذها (العقوبات الدولية) فسيسقط النظام، مستبعدا بشكل قاطع فرضية عودة نظام القذافي لإجراء حوار مع الحكومة الايطالية. ومن جانبه صرّح وزير الصناعة الايطالي باولو روماني امس بأن هناك «احتمالا حقيقيا» بأن يأتي القذافي بتصرف خطير دفاعا عن نظامه قائلا «هناك احتمال حقيقي بأن يقوم القذافي بمحاولة أخيرة يائسة لتحرير نظامه من الحصار الذي يجد نفسه فيه». ومن جهتها قالت المبعوثة الأمريكية لدى الأممالمتحدة انه «على القذافي ان يتنحى ويسمح لأفراد الشعب الليبي بالتعبير عن أنفسهم بحرية وتقرير مستقبلهم». وجاء ذلك متزامنا مع عبور سفينتين حربيتين أمريكيتين لقناة السويس أمس في اتجاه البحر الابيض المتوسط صوب ليبيا وتحذيرات من واشنطن بأن الدولة قد تنزلق الى الفوضى اذا لم يتنح العقيد الليبي عن السلطة. الرحيل الى نيكاراغوا وعلى صعيد متصل كشف تقرير اسرائيلي أمس ان أولاد الزعيم الليبي حصلوا على موافقة رئيس نيكاراغوا مانويل أورتيغا المدعوم من الولاياتالمتحدة بمنح والدهم وعائلته لجوءا سياسيا وفق ما أكده مقربين من عائلة القذافي متواجدين خارج الجماهيرية. وأكدت المصادر ان القذافي نفسه مازال يرفض التنحي ويصر على مواصلة محاربة شعبه وان الابن الوحيد الذي لا يزال يدعمه هو سيف الاسلام. ومن جانبه اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أمس ان القذافي هو «جزء من المشكل وليس الحل» وانه «آن الأوان لكي يرحل». وأوضح قائلا «الأحداث أظهرت ان العقيد معمر القذافي هو جزء من المشكل الذي تواجهه ليبيا لكن ليس هو الحل». كما عبّر البابا بنديكتوس السادس عشر عن «قلقه ازاء الأبرياء العالقين في هذه المأساة الرهيبة» لكنه لم يطالب صراحة برحيل القذافي وهو نفس الموقف بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي.