تقدّر المساحات المزروعة حبوبا خلال الموسم الفلاحي الحالي بمليون و400 ألف هك. ولئن كان نزول الأمطار مؤشرا جيدا على خلفية أهمية أمطار شهر مارس في التأثير على نمو النبتة فإن النقص الواضح للأدوية والأمونيتر وغياب تطبيق الحزمة الفنية بسبب الظروف التي تعيشها البلاد سوف يؤدي بالصابة الى النقص الواضح لتزداد بذلك حجم الازمة حيث كنا سابقا ننتج خبزة واحدة من بين خمس خبزات نستهلكها ونستورد كميات هامة من الحبوب فما بالك بالوضع الحالي لو حدث النقص. ولا ننسى ارتفاع أسعار البترول على مستوى عالمي وانعكاسه الحتمي على ارتفاع أسعار الحبوب. والسؤال كم يلزمنا من عملة صعبة لتوريد الحبوب التي نستهلكها اذا ما تغاضينا عن عدم ايجاد الكميات المطلوبة؟ إن الحديث عن القطاع الفلاحي في هذا الظرف الحسّاس الذي تعيش فيه كل القطاعات بعض الهزّات نعتبره ضروريا لأننا يمكن ان نتجاوز الحاجة الى بعض الضروريات الأخرى الى حين... لكننا لا يمكن ان نستغني ليوم واحد عن الغذاء. ومن هذا المنطلق تحدّثنا الى السيد حاتم الحمزاوي كاتب عام جامعة الزراعات الكبرى صلب اتحاد الفلاحين حيث أفاد أن الوضع الفلاحي في الوقت الحالي يدعو الى الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة لأن الأمطار الأخيرة مطمئنة وتساهم في نمو النبتة اضافة الى أن الزراعات «البدرية» في حالة جيدة وكذلك الزراعات العلفية مع تفاوت بين الجهات. ومن جهة أخرى عدم توفر الأدوية و«الأمونيتر» يجعلنا نطلق صيحة فزع خوفا من نقص الصابة. صيحة فزع واعتبر السيد حاتم الحمزاوي ان القطاع في حاجة الى عناية كاملة لأن الثورة انطلقت من مناطق كنّا نبّهنا سابقا الى ضرورة العناية بها وقلنا ان الفلاّح دخل في حالة فقر وافلاس وترك أرضه ونزح الى المدن فكانوا في هذا الظرف بمثابة الوقود لاشتعال الثورة. وأضاف ان تتالي سنوات الجفاف وارتفاع الكلفة الباهظة وتدهور الدينار التونسي الذي زاد في ارتفاع الكلفة جعل هامش الربح لدى الفلاّح ضئيل جدا والأمر متواصل. وقال: «إن عدم توفر مستلزمات الانتاج في السوق كالأمونيتر والأدوية سوف ينجر عنه عدم تطبيق الحزمة الفنية بالكامل وبالتالي تأثر الصابة لتسجّل نقصا واضحا لا يمكن مجابهته رغم انتفاع الارض بمياه الأمطار. وأضاف أن الصعوبات الظرفية التي تمر بها البلاد أثّرت على برنامج الزيارات الميدانية للمتابعة وانعدمت المناقشات والحوارات لتدعيم أسعار الحبوب وخاصة سلم التعيير رغم انه لم يعد يفصلنا عن موسم الحصاد الا ثلاثة أشهر فقط. وصرّح بأنه في ظل عدم اطلاع المسؤولين السياسيين الجدد على الملفات القديمة والمطروحة وعدم الشعور بأهمية هذه الاشكاليات المطروحة نطلق صيحة فزع لأن الزمن يمرّ ضد الفلاّح والمصلحة العليا للبلاد. وأوضح أن ارتفاع أسعار البترول يجعلنا نطلق صيحة فزع أخرى بكل روح وطنية خوفا من ارتفاع الأسعار العالمية للحبوب هذا إن وجدناها. ودعا الى الاهتمام بالصابة درءا للسلبيات ونقص الغذاء.