استنفر الهلال الأحمر التونسي، منذ بداية تأزم الوضع بنقط العبور برأس جدير من خلال التحركات المكثفة لهيئته الاقليمية بمدنين والنداءات وصيحات الفزع التي أطلقها رئيسها الدكتور منجي سالم، ولئن استجابت بعض المنظمات العالمية الانسانية، بصفة متأخرة فإن الوضع المتجه نحو الشكل الكارثي أضحى يتطلب المزيد من الدعم والعناية والاحاطة الدولية. «الشروق» التقت المنسق العام في المنظمات الانسانية الدولية براس جدير، ورئيس الهيئة الاقليمية (أطباء بلا حدود) بمطار جربة جرجيس، وصرح حول الوضع الراهن على الحدود التونسية الليبية وعمليات النقل والايواء والاجلاء بما يلي: منذ يوم 20 فيفري يوم تاريخ بداية وصول الدفعات الأولى من الفارين من القطر الليبي تجند أهالي بنقردان بمبادرات تضامنية تلقائية بتأطير من اللجنة الأهلية لحماية الثورة ببنقردان وقدموا خدمات الاستقبال، والايواء والأكل بحماس وكرم كبيرين ووضعت كذلك الشركة الجهوية للنقل العدد الكافي من الحافلات لنقل الوافدين الى مراكز الايواء وذلك قبل تدخل المنظمات الانسانية ووصول المساعدات من كافة جهات الولاية ثم جهات البلاد، وتدعيم أسطول النقل بالمعدات القادمة من شركات: نقل تونس وصفاقس وقابس وغيرها... مساهمة معتمديات جرجيس ومدنين وجربة وقابس كانت فعالة جدا وهامة من خلال وعي المواطنين وانخراطهم التلقائي في العمل الانساني بانجازهم لعمليات استقبال اللاجئين وايوائهم والاشراف عليها وتوفير خدمات الاسعاف والأكل وكل ما احتاج له الوافدون في مراكز اقاماتهم من عون ومساعدة، حيث ان المجهود كان كبيرا وواقعيا على أساس النزعة التضامنية الانسانية التي أظهرها الشعب التونسي. الا أن الوضع أصبح مرشحا للتطور نحو الأسوإ بالنظر الى تضاعف سيل الوافدين ومحدودية طاقات استيعاب مطارات وموانئ الجهة كما تجدر الاشارة الى التعبئة العربية التي ظلت محتشمة وقد اقتصرت على المغرب الذي وصلت منه طائرة عسكرية محملة بالخيام واعانات اغاثية وطاقم من الأطباء والمبنجين والكويت الذي أرسل طائرة محملة ب60 طنا من الأدوية لفائدة الشعب الليبي وهي مخزنة الى غاية التمكن من ايصالها الى مستحقيها ومن جهة أخرى تكفلت المفوضية العليا للاجئين بالاشراف على الاحاطة الصحية وطهي الطعام وتوزيعه على الوافدين داخل الخيام التي اقامتها بمنطقة «الشوشة» والتي تتسع لاحتضان 10 آلاف لاجئ. برنامج الغذاء العالمي كما وفر برنامج الغذاء العالمي (Pam) 76 طنا من البسكويت عالي الطاقة (Trés energétique) ووضع مبلغا يقدر ب150 ألف دولار لشراء الغذاء لفائدة المقيمين بمخيماته خلال المدة القادمة». عناية كبيرة من اللجنة الدولية للصليب الاحمر اجتماعات اللجنة الدولية للصليب الأحمر متواصلة من أجل ارسال مخيمات أخرى تم بعد تحديد أماكن تثبيتها لاستعمالها عند الحاجة وحسب المتغيرات المرتقبة. الاعلام بكل أنواعه كان له دور حاسم في الهبة الانسانية التضامنية التي تبقى غير كافية في ظل الوضع المتأزم والمنذر بالاستفحال حيث قام بتحريك المجتمع الدولي من ذلك تخصيص كل من فرنسا واسبانيا لخمسة طائرات لنقل اللاجئين وبلدانهم في انتظار النسج على منوالهما من طرف بقية البلدان.