رامي الجريدي حارس الملعب التونسي كان من بين العناصر التي ساهمت في فوز المنتخب الوطني ب«الشان» الأخيرة في السودان بنجاحه في التصدي لضربة جزاء كانت حاسمة في الدور نصف النهائي أمام المنتخب الجزائري. تلك المباراة وهذا اللقب مثلا حدثا بارزا وفارقا بالنسبة لهذا الحارس إضافة إلى لحظات أكد أنها لا تنسى عاشها في السودان وتكتشفون كل هذه التفاصيل في هذا الحوار. في البداية ماذا يمثل الفوز بلقب ال«شان» بالنسبة إليك؟ هذا شرف عظيم لي ولقب مهم جدّا سيثري سجلّي كحارس مرمى كما أنه أول لقب لي في مسيرتي كلاعب محترف مع الأكابر ومباراة الجزائر هي أول مباراة لي في مسيرتي مع أكابر المنتخب وكل هذه الأرقام والمعطيات تجعلني لا أنسى بسهولة هذا التتويج كما أن مذاقه خاص جدا لأنه جاء بألوان المنتخب الوطني. نفهم من هذا أن المشاركة في ال«شان» ستبقى حدثا بارزا في مسيرتك؟ هذا صحيح، بل هو حدث مفصلي بأتم معنى الكلمة فلا أتصور أن رامي الجريدي قبل ال«شان» هو رامي الجريدي بعد ال«شان» وأعتقد أن مسيرتي كلاعب ستكتب من جديد ومنذ الآن. هل كنتم تنتظرون هذا التتويج كلاعبين؟ في الحقيقة لم نفكّر في ذلك عندما سافرنا إلى السودان، لكن بمرور المباريات زادت ثقتنا بأنفسنا وأحسسنا أننا من أفضل المنتخبات في الدورة أن الفرصة مواتية لنا للفوز بهذا اللقب. هل كنت تعلم أنه سيتم اعتمادك في ضربات الجزاء منذ بداية البطولة؟ لا لم أكن أعلم بذلك وحتى عندما لعبنا الدور ربع النهائي لم يفكّر المدرب الوطني في ذلك لكن كنت في التمارين أركّز على ضربات الجزاء وحاولت الصدي لأغلب الضربات التي ينفذها زملائي في التمارين. إذا كيف تم التعويل عليك في مباراة الجزائر؟ منذ أن انتهينا من الاجتماع الفني قبل مباراة الجزائر أخبرني خالد عزيز مدرب الحراس أنه إذا تواصل اللقاء حتى ضربات الجزاء فإنه سوف يعوّل عليّ. عندما دخلت الملعب قال لي سامي الطرابلسي «عندي راجل».. كلمات أعطتني حافزا كبيرا، رغم أن الظروف كانت صعبة لأنني ألعب للمرة الأولى كأساسي مع المنتخب وأدخل في نصف نهائي بطولة مهمة فعوّلت على قوة شخصيتي وأردت أن أقول للجميع أنني جاهز عندما يحتاجني المنتخب وأنني انتظرت هذه الفرصة كثيرا وحصلت عليها مع العلم أنني كنت الحارس الثالث في البطولة لأن الحارس الثاني كان فاروق بن مصطفى. كيف نجحت في التصدي لضربة جزاء حسين مترف؟ لقد ركّزت على تتبع مسار الكرة وانتظار لحظة تسديد اللاعب لهاواعتمدت على ردّة الفعل القوية التي أتمتع بها وهو ما يفسر أنني كنت قريبا من التصدي لأغلب الكرات وقد وفقت في مناسبة واحدة فقط أهدتنا الترشح. تعلمت على حراس كبار مثل الواعر وتيزيي ولا أنسى طبعا مجهودات مدربي في الملعب التونسي عادل زويتة. انضممت سابقا للمنتخب في التصفيات الإفريقية فما هو الفرق بين تلك المجموعة والمجموعة التي فازت بلقب ال«شان»؟ ما ميّز مجموعتنا في ال«شان» هي روحنا المعنوية العالية ومعرفتنا الجيّدة بخصال بعضنا البعض وهو ما ولّد لحمة كبيرة بيننا وانسجاما لم يسبق أن عشته شخصيا. ما هو طموحك في المستقبل؟ أعتبر نفسي قد حققت شيئا مهما وأجبت على من شكّك في جدارتي بالانتماء إلى المنتخب بتعلة أنني لا أملك الخبرة.. الآن عليّ أن أجتهد كثيرا حتى أحافظ على مكاني في القائمة الموسعة للمنتخب وهذا ليس بالأمر السهل. أي إنسان لا يمكن له أن ينجح إذا لم يكن له طموح... أنا الآن على ذمة الملعب التونسي والأولوية له ومرحبا بأي عرض لأن كل لاعب يطمح للأفضل وأعلم جيدا أن النظرة قد تغيرت بعد ال«شان» تجاه رامي الجريدي. قبل أن نختم، ما سرّ تلك الرقصة الشبيهة برقصة كيديابا حارس فريق مازمبي عندما فزتم على الكونغو في ربع النهائي؟ لقد فكرنا في أداء تلك الرقصة ليلة المباراة وفيها رسالة مضمونة الوصول للاعبي مازمبي وتعبيرا منّا على تضامننا مع لاعبي الترجي لما تعرضوا له في مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام مازمبي وقد كان لاعبو الترجي الأكثر إصرارا على القيام بذلك. بماذا تختم هذا الحوار؟ أهدي هذا اللقب للشعب التونسي وأقول له كفانا من الإضرابات والاحتجاجات ويجب أن نعود إلى العمل لإعادة بناء هذا الوطن ولننهي حالة التعطيل هذه التي دامت طويلا ولنكف عن المطالب المادية التي تعبّر على المصالح الشخصية الضيقة في بعض الأحيان ولا تعبّر على مصلحة الوطن الذي هو للجميع.