عاشت مدينة بومرادس من ولاية المهدية ليلة أول أمس على وقع أحداث عنف وشغب جدت بين بعض أهالي المدينة وبعض شبان قرية الشوارعية المتاخمة لها فكانت ليلة اهتز فيها أمن المواطنين الذين سيطر عليهم الخوف والرعب بعد أن تعالى صوت الرصاص مدويا في سماء المدينة وتعود انطلاقة الأحداث الى اليومين الأخيرين وعن الأسباب علمت«الشروق» من مصادر عليمة أن كل ما جرى يقوم على خلفية ارتكاب بعض المنحرفين المنتمين الى منطقة الشوارعية لعدة عمليات خلع وسرقة استهدفت بعض المحلات التجارية والسكنية مستغلين في ذلك الوضع الظرفي والحساس الذي تمر به البلاد منذ قيام الثورة. وقد كان لعمليات النهب المعتمدة اثر سيء في نفوس المواطنين الذين قرروا التصدي لهؤلاء المنحرفين الذين أصبحوا يمثلون خطرا على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم مما تسبب في حصول الاشتباكات التي وقعت من جهة مدخل المدينة الواقع في جهة الجنوب الشرقي والتي استعملت خلالها الحجارة والعصي وأسفرت عن إصابة احد أعوان الحرس الوطني ولولا الوقفة الحازمة لأعوان الحرس والجيش الذين تدخلوا في الوقت المناسب ووقفوا جدار صد للحيلولة دون التحام المتساكنين لآلت الأمور الى ما لا تحمد عقباه. وقد علمت«الشروق» أن أطرافا عدة تدخلت صباح أمس من عقلاء مدينة بومرداس وكذلك قرية الشوارعية لتطويق الأزمة والحد من التشنجات التي لا يمكن أن تعود بالنفع على الجهة خاصة ان بومرداس تعتبر القلب النابض لكل الأرياف المحيطة بها ونحن من جهتنا ندعو جميع الأهالي في الجهتين الى ضرورة تحكيم العقل والعمل على تهدئة الخواطر وعدم الانسياق وراء المزايدات بما يساعد على استقرار الأمن وعودة الحياة الى نسقها العادي بعد ان شهدت غلقا للمتاجر والمؤسسات مع الإشارة والتنبيه دائما الى أن أعمال التخريب والسرقة التي تقوم بها فئة من الشبان لا تمثل إلا نفسها من دون بقية الأهالي الوطنيين في المنطقتين والذين نتمنى أن يكون لهم دور فاعل في التعقل والدعوة الى الهدوء والتعايش السلمي بعيدا عن حرب العصابات.