اعتبر الكاتب البريطاني سايمون تسدال أن الدبلوماسية مع قادة المعارضة الليبية ربما لا تكون الخيار الأسرع والدراماتيكي، ولكنها تبقى أفضل خيار يفضي إلى نتائج دائمة، متحدثا في هذا السياق عمّا سماه «القوة الناعمة» لحل الازمة في ليبيا. ويستعرض تسدال في مقاله بصحيفة «ذي غارديان» الخيارات التي يتداولها الغرب وسط تردد المجتمع الدولي وخاصة حلف شمال الأطلسي (ناتو) خشية تكرار ما حدث في العراق وأفغانستان. فبينما تستحضر الحكومات الغربية العراق وتبدي قلقا من عواقب أي تدخل جديد في دولة إسلامية، فشلت المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي في تسلم زمام الأمور، وأبقت الدول الصاعدة مثل الصين رأسها في الرمال. خيارات ويُقر الكاتب بأن التدخل المتزايد ربما يرجح الكفة لصالح الثوار، ولكنه إذا ما أسيء استخدامه قد يعزز العقيد معمر القذافي ويستعدي الرأي العام الإسلامي ويقوض مصداقية الثورة، ليتساءل قائلا: إذن ما العمل؟ منطقة حظر جوي وعلق تسدال على خيار «منطقة الحظر الجوي» كأحد الخيارات العسكرية المطروحة قائلا إن مثل هذه المنطقة ربما تغطي جميع البلاد أو المدن الساحلية الرئيسية فقط أو الممرات الافتراضية لنقل الإمدادات الإغاثية. فبينما تدفع بريطانيا وفرنسا والجامعة العربية في هذا الاتجاه، فإن الولاياتالمتحدة وحلفاءها بالناتو يبدون أكثر حذرا، لا سيما وأن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قال إن ذلك يتطلب ضربة عسكرية، وهذا سيكون بمثابة إعلان حرب. ويرى الكاتب أن هذا الخيار يبقى صعبا وخطيرا، وقد لا يكون أفضل من الخطط التي تم تطبيقها في البوسنة والعراق. صغوط وتابع الكاتب أن بعض أعضاء الشيوخ البارزين والمسؤولين السابقين بالولاياتالمتحدة الذين يؤيدون إسقاط القذافي يمارسون ضغوطا على الرئيس باراك أوباما للتحلي بمزيد من القسوة. فمنهم وعلى رأسهم الديمقراطي جون كيري من دعا إلى قصف المطارات والطرق السريعة، ومنهم من اقترح تزويد الثوار بالأسلحة الأمريكية في انتهاك صارح للقانون الأممي الذي جاء بدعم من أمريكا وبريطانيا بحظر الأسلحة على ليبيا. ووصف كاتب المقال هذه الاقتراحات بالطائشة وقال إنها قد تزيد الأمور سوءا. العمليات السرية ويرى تسدال أن الدول الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، قد تجعل حياة القذافي أكثر صعوبة عبر عدد من الوسائل دون التدخل العسكري بشكل مباشر. ومن هذه الوسائل هجمات من الحرب الإلكترونية التي تعمل على تشويش الإشارات العسكرية والاتصالات والإشارات اللاسلكية، وتعطيل شبكات الإنترنت والهواتف. كما أن جمع المعلومات الاستخبارية عبر الأقمار الصناعية والمصادر الاستخبارية على الأرض وسيلة أخرى لدعم المعارضة بشكل سري.