كشفت مصادر مطلعة ل«الشروق» ان تلك الثروة التي كشفتها لجنة تقصي الحقائق حول الفساد المالي والرشوة بقصر الرئيس المخلوع بسيدي بوسعيد كانت تحت التصرف المباشر لبن علي وهو الذي كان يباشر حفظها وترتيبها على الطريقة التي أظهرتها بها الصور التلفزية... ومن غير المستبعد أن مفاتيح تلك الخزائن كانت بين أيدي «المخلوع». واستندت مصادرنا في هذا التفسير الى أن تلك الظروف التي قال أعضاء اللجنة إنها تحتوي مبالغ مختلفة ومخصصة على ما يبدو لشراء الذمم، وكذلك الظروف المحتوية على مبالغ مختلفة من العملات الاجنبية، كانت تحمل من الخارج عبارات بخط بن علي الذي يعرفه جيدا المقرّبون منه. ويذكر كل من شاهد صور الثروة كما بثّتها التلفزة الوطنية أنه اضافة الى حزمات الأوراق المالية احتوت الخزائن على ظروف مكتوب عليها أرقام مختلفة تحدد المبلغ الذي يحتويه كل ظرف وظروف أخرى مكتوب عليها عبارة «EGYPT» وأخرى عبارة «TURC» وثالثة عليها عبارة «LIBANAIS» في اشارة الى ان العملات التي تحتويها مصرية وتركية ولبنانية اضافة الى ظروف أخرى قد تكون بها عملات أجنبية مختلفة لم تكشفها الصور... وبما ان هذه العبارات مكتوبة بخط الرئيس السابق فإن ذلك دليل على أنه كان يشرف مباشرة على احتساب تلك الأموال وعلى توزيعها على الظروف في مرحلة أولى ثم على الشخص الذي تُسلّم له في مرحلة ثانية. ولسائل ان يتساءل كيف كان الرئيس المخلوع يجد الوقت الكافي لمثل هذا العمل الذي يتطلب تركيزا معيّنا بما ان الامر يتعلق باحتساب أموال، ولا يجد الوقت للاهتمام بشؤون البلاد والعباد.