قد يبتهج الأبناء للعودة الى مقاعد الدراسة ولكن ليس ذلك هو الحال بالنسبة للأولياء الذين قد يفرحون أو لا يفرحون أيضا لقدوم شهر رمضان لا لشيء وإنما لضخامة المصاريف التي ستنزل على جيوبهم في ظرف شهرين من الزمن. كيف يتصرف التونسي عند حلول مناسبتين تنبئان ب»مصروف» كبير؟ هل أنه يطبق مقولة «خبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود» أم أن أيامه بيضاء وقروشه أيضا؟ هذا ما ستحاول «الشروق» الاجابة عنه من خلال آراء بعض المواطنين. في جولة لنا في شوارع العاصمة وجدناه واقفا ولما سألناه أجابنا، إسمه الهادي الاندلسي «العودة المدرسية وشهررمضان، كل منهما يمثل مشكلة لوحده خاصة «للشهّار» والمتقاعد أيضا، بالنسبة لي أنا أعيش في الخارج ولكن لي أقارب اقترضوا مني، ولا أظن أن الأغلبية قادرة على الوصول الى ما بعد شهر رمضان دون ديون على كل من أجل الأبناء تهون التضحية بماء الوجه». وفي أحد الفضاءات التجارية بالعاصمة أيضا وجدنا السيد محمد الذي تنهّد حين سألناه وأجاب ضاحكا «مصروف الصيف ثم مصاريف عودة الأبناء ثم سيدي رمضان، معلوم أن الموظفين يأخذون تسبقة أو منحة أما إذا كان عاملا يوميا فعليه الالتجاء الى حيث تقدّم الاعانات وكل حسب حظّه، ولا أظنّ أن هناك من تكفيه مداخيله لتجاوز أزمة أي مناسبة وما بالك بأزمتين متتاليتين ويموت «الفكرون» ولا يرى ظهره، من الاستدعاءات للأفراح في الصيف الى الدراسة الى رمضان، الى العيد». أما السيدة رائدة وهي معلمة وجدناها في نفس المكان ردّت على سؤالنا بتساؤل «كيف يدّخر المواطن وهو لازال يعاني من آثار مصاريف الصيف والبحر والأفراح وقادم الآن على كتب وكراريس ومحافظ وميدعات وما إلى ذلك من الأدوات المدرسية، لا الصيف للراحة ولا شهر رمضان أيضا ل» التفرهيد» بالنسبة لي أفضل الديون البنكية أحسن من الاقتراض من الناس حتى أتجاوز هذه المرحلة». والوحيد الذي لم يعبّر عن تخوف أو تذمّر من هذين المناسبتين هو السيد المنصف العربي «على قدرلحافي أمدّ قدمي، وعلى قدر جيبي أنفق. أنا لا أرى شهر رمضان إرهاقا ماليا كبيرا، أحاول على أن أعوّد أبنائي على الشدة والرخاء، انظري انتظرت الصولد لأشتري قميصا، أظنّ أن تعود التونسي بتقليد الآخرين هو الكارثة، أستطيع تجاوز هاتين المناسبتين فقط بتجنب التبذير الفاحش، عندي أشتري «ماعنديش لا أشتري»، هكذا ختم السيد المنصف كلامه ولكن قد لا يملك المرء مالا ولكنه رغم أنفه ينفق، لا يعلم من أين وكيف، إلا أنه مجبر أخاك لا بطل.