بقلم: فاطمة بن عبد الله الكراي هل هي اللعنة الثورية التي حلت ب«ساركوزي» وحكومته؟ أم هي الحقائق الدامغة التي ان تواصلت ثورة الشعب العربي لتزيد من اتساع دائرة النور التي انطلقت من تونس، فإنها ستكشف للشعب العربي، مدى عضوية التحالف بين الامبريالية والرجعية والصهيونية... ثورة الكرامة في تونس، والتي فتحت الباب لانعتاق عربي شامل، كشفت في ما كشفت ان وزيرة خارجية فرنسا، التي اجبرتها الفضيحة التالية على الاستقالة، كانت في تونس لما كان دم الثوار وهم يطيحون ببن علي ونظامه، وقد طاب لها أن تقضي أياما معدودات على «حساب الأميرة» «Aux frais de la princesse». كما يقول الفرنسيون: طائرة خاصة على ملك حاشية القصر، واقامة بنزل في طبرقة وبنفس الطريقة!... هل هي رشوة؟ وهل يعتبر تصرّف الوزيرة الفرنسية ارتشاء ما دامت هي وعائلتها تتمتع باحتفالية رأس السنة على حساب نظام بن علي... ثم جاءت الثورة التونسية، وأرادت «آليوماري» أن تقلب الرداء، فأضحت بقدرة قادر ناقدة لبن علي ولنظامه ممجدة للشعب التونسي لانه أطاح بالدكتاتور!... لكن هذا الحال لم يدم طويلا فإذا بثورة الغضب... الثورة على الظلم والحيف وقتل الحريات، تطيح برئيسة الديبلوماسية الفرنسية في ظرف وجيز... انها الثورة العربية، التي انطلقت لتفتح الملفات العفنة... ملفات التحالف العضوي بين ثالوث الشر والمقت: الامبريالية والرجعية والصهيونية... ثورة الاحرار في مصر، فتحت ملفا آخر في سجل الثالوث الذي مقتنا، ودمر أمة كانت ولا تزال حاملة رسالة حضارية... ثورة «الميدان» بالقاهرة كشفت ملفا أسود في سجل حكومة ساركوزي، حين اعترف رئيس وزرائه فرانسوا فيون، تحت وابل الضغط والفضائح، بأن الرئيس المصري المخلوع وضع على ذمته هو وعائلته طائرة خاصة، تجوب به مواقع مصر السياحية، على حساب القصر... وذلك بمناسبة أعياد الميلاد المنقضية... فضيحة أخرى، كشفها أبناء مصر وهو يثورون على الطاغية، ويكشفون بالمناسبة هذا الحلف الخميس، وأن سبب ادامة «عروش» الرجعية العربية، هي هذه الامبرياليات، التي تتشدّق زمن الثورات العربية، أنها لم تكن تساند الدكتاتوريين العرب.. إنها الثورة العربية التي حلمنا بها منذ زمن.. زمن تحالفت فيه القوى الرجعية العربية مع القوى الامبريالية الاستعمارية ومع الصهيونية العالمية.. هاهي اليوم تطيح بالثالوث دون هوادة.. فكانت لعبة «الدومينو» بامتياز.. حين تداعى عنصر واحد من هذا التحالف، جرّ معه العنصرين الآخرين جرّا.. الثورة النبيلة تنطلق في ليبيا.. وها هي تبدو أشدّ تعقيدا من ثورتي تونس ومصر.. ولكنها تطيح بالضربة القاضية بإدارة «نيكولا ساركوزي».. إذ لا يمكن لأيّ رئيس أو رئيس وزراء منتخب في بلد من بلدان الديمقراطيات الليبرالية «Les démocraties Libérales» أن يتمنى أن يكون مكان «ساركوزي» والأقاويل تعصف به، لتقول إن القذافي قد موّل له حملته الانتخابية (2007) ضدّ سيغولان روايال! إنه موقف لا يحسد عليه، رئيس فرنسا الثورة.. ورئيس بلاد الأنوار.. وهو الذي أراد أن يستجمع قواه في «العبقرية السياسية»، هذه المرة في ليبيا، فسارع الى الاعتراف بما لم تقدم عليه واشنطن.. المعروف عنها «قدّها» للحسابات الخاطئة.. إنها الثورة العربية، التي يعي الشعب العربي وحده صاحب الحلّ والعقد فيها، كيف يمكن أن يطيح بالثالوث.. ويكشف خاصة زيف ادّعاءات النظام الغربي، من أن القانون والشفافية والديمقراطية تدفعه للتعاطي مع الواقع العربي لنتصوّر لحظة، ثورة تندلع في بلدان الخليج.. وسنرى كمّ الفضائح التي ستعصف بالنظم الغربية.. فمثل هذه الفضائح والفساد، لا تحصل بين فرنسا واليابان مثلا.. أو بين بريطانيا وبلد غربي ضمن نفس المنظومة.. لماذا؟ لأن الوطن العربي.. لم يعرف بعد مؤسسة الدولة..وبارك اللّه ثوراتنا.. لأنها هي من سيصالحنا مع مؤسسة الدولة التي أقامها أسلافنا منارة للعالم..