لا لتشويه الثورة ب«العروشيّة» ولا للحيف والزّيف والوصوليّة عند اندلاع الثورة التي مهّد لها الحوض المنجمي منذ 2008 برزت ميزة مثالية في الشعب التونسي ككل اعتبر من خلالها العالم أن ثورة تونس نموذجية خاصة أن هذا الشعب ترجم حقيقة انسجامه وتوحّده ورقيّه ونضجه ووعيه الكبير سيما وأن تحالفه كان أكبر على نضاله من أجل الحرية والكرامة والاطاحة بنظام الفساد والاستبداد الذي سقط فعلا وأكد جدارة هذا الشعب وتميّزه إلاّ أن ما حصل في قصر هلال والسند وفي قفصة وفي مكثر وأخيرا في المتلوي وربما أيضا في بعض المناطق الأخرى من جهويات و«عروشيّة» ونزعات ضيّقة جدا.. جدا ترجم أيضا أن بعض جيوب الرّدة وقوى الجذب إلى الوراء وأنصارهم من الذين ربما اعتقدوا أن المرحلة الجديدة لا يستطيعون الانصهار في مبادئها مازالوا مؤثرين حتى وإن كان عددهم صغيرا ولا يمثلون إلاّ الأقليات الجزئية وبالتالي كيف ل«الحكومة المؤقتة» وبجيشها وأمنها وبناياتها العمومية أن تبقى «لطيفة» وهادئة وتاركة مثل هؤلاء المتخلفين يعبثون ويشوهون الثورة ويضربون هيبة الدولة التي تحدث عنها رئيس الحكومة المؤقتة الأستاذ الباجي قائد السبسي.. ثم أين الأحزاب والمنظمات وما كان يسمى ب«المجتمع المدني» من كل هذا؟ أم أن الأمر لا يهمّهم حتى وإن عادت «العروشية» المقيتة والمرفوضة طالما أنهم يلهثون وراء التواجد والحضور في المشهد السياسي والاعداد للانتخابات؟؟! ماذا لو لم يسرقونا؟ كل قطاع نودّ الغوص في ثناياه نجده مثقلا بالمظالم والتجاوزات حتى اعتقدنا أن بلادنا وبمختلف مؤسساتها طالها الفساد.. ومع ذلك فإنّ الاصرار كبير على التطهير والتعمير خاصة في ظل التأكيد أن تونس ورغم ما نهبوه منها أي من شعبها ورغم كل تلك التجاوزات والاخلالات والاختلاسات مازالت عجلتها تدور.. فماذا لو عملوا بشفافية وروح وطنية ومسؤولية؟ ..ويستمرّ الحلم المنطق يفرض ترسيخ الشفافية واحترام المبادئ السليمة في إداراتنا التونسية باعتبار أن المؤسسات وبشكل أو بآخر سواء عينوا لها مديريها أو وزرائها أو غيرهم أو لم يفعلوا ذلك من المفروض أن تعمل بشكل مؤسساتي عادي خاصة أنهم كلهم عابرون ويبقى الموظفون هم الثابتون ولذلك لا بدّ من تحسين أوضاعهم حتى يستطيعوا القيام بدورهم كما يجب وذلك في منهجيات إدارية حضارية ومحترمة للقوانين المعمول بها حتى يستمر العمل ويستمر الحلم.. تساؤلات حول التعيينات والنقل؟؟ قد تكون التعيينات الجديدة والنقل في سلك المعتمدين «فيها وعليها» خاصة إذا علمنا أن التعيينات لم تشمل إلاّ العدد الصغير والنسبي مقابل التمسك بالأغلبية الساحقة التي نعرفها جميعا لأي حزب تنتمي ومن أين جاءت ومن كان وراءها حتى وإن كان الغث والسمين في كل قطاع.. ولكن ألم تجد «الحكومة المؤقتة» من حلّ غير هذا..؟ ثم هل تتغير أدوار المعتمد وأيضا العمدة؟ وهل تتغير العقليات.. أم أن الذي كان جهازا ولفترة طويلة يستطيع أن ينصهر في منظومة مبادئ الثورة؟؟ غموض..!؟ لا يختلف عاقلان أن الغموض مازال مستمرّا في بلادنا مهما كان حجم التفاؤل وخاصة في ظل ما يحدث من تعيينات وتغييرات وانفلاتات سياسية واجتماعية وأمنية وحتى أخلاقية وبالتالي لا بدّ من الوضوح باعتبار أن أي غموض يثير التساؤل والتأويل.. وعندها تنتشر الاشاعات بسرعة والتي عادة ما تكون «بريئة»..؟! الحيف والزيف.. مرفوضان.. بعضهم أكد أنه تحت التهديد سلموا وثائقي وشهائد لغير مستحقيها.. وهذا أمر خطير.. وخطير جدا باعتبار أن الثورة جاءت للتطهير ولا للتزوير وبالتالي فإن المسألة تستوجب إعادة النظر في أكثر الأشياء وإلا فإن المستقبل سيشهد أيضا الحيف والزّيف.. وهذا أمر رفضه جيل الثورة.. تهم خطيرة.. ولكن؟؟ التهم الخطيرة وبعد أن شملت الرئيس المخلوع وبعض أفراد عائلته وأصهاره بدأت تمتد الى بعض الشخصيات السياسية المقربة منه على غرار مستشاريه ووزرائه ولكن هل تشمل هذه التهم كل من تورطوا فعلا من الشخصيات السياسية سواء كانوا في القصر أو خارجه؟