من مبعوثنا الخاص من الإمارات: علي الخميلي دبي «الشروق»: كيف عاشت جاليتنا التونسيةبالامارات حدث ثورة 14 جانفي... وبماذا شعرت وما هو مقترحها للارتقاء بتونس في المرحلة القادمة خاصة أن بعضهم من رجال الأعمال وبعضهم من العاملين هناك الذين منهم من انتابه اليأس في الفترة السابقة من عهد الفساد والاستبداد وفكر في الاستقرار بدبي وأبو ظبي وبمختلف مدن الامارات... ومنهم من تعددت تساؤلاته وبشوق كبير على الوضع الذي عاشته وتعيشه بلادنا خلال الفترات الأخيرة ومنهم من مازال متوترا ويخشى المجهول... ومنهم... ومنهم ولكن القلب لا يسكنه الا حب تونس وبمختلف مدنها وقراها؟ «الشروق» انتهزت فرصة التحول الى الامارات ووقفت على عديد الحقائق قبل الاستجلاء للأراء والمواقف لأبنائنا المهاجرين الذين اختاروا هذا البلد الجميل والرائع فكانت كالآتي: حلمي الاندلسي (رجل أعمال) في البداية لابد لي من التأكيد أنني فخور جدا بانتمائي قلبا وقالبا لتونس الفخر والاعتزاز والنخوة وهو ما جعلني أشعر أن رأسي أصبح مرفوعا جدا في الفترة الأخيرة بعد ثورة 14 جانفي 2011 وأكثر من أي وقت مضى باعتبار أن ثورتنا التونسية كانت حضارية ونموذجية ومشهود بها في كل أنحاء العالم... وفي دبي بالذات ومنذ اندلاع الثورة في تونس كنت متابعا لكل الجزئيات حيث فضلا عن متابعة الفضائيات والانترنات ومواقعها والفايس بوك... تعددت اتصالاتي الهاتفية بالأهل والأقارب والأصدقاء حتى أعرف أكثر ما يمكن عما يحدث في وطني بمختلف جهاته... وهذا عادي جدا غير أنني في المقابل وبعد الثورة المجيدة أعتقد أن الفترة انتقالية ومن المفروض اختزال الزمن حتى يكون الاستقرار الفاعل والناجع لبلادنا في كنف الديمقراطية والحريات والانصهار في مبادئ الثورة الراقية من أجل الارتقاء بتونس بما يترجم حقيقة اندلاع الثورة بعيدا عن الفوضى والحسابات الخاصة ومحاولة الركوب على مبادئ الثورة ولابد من الحفاظ وبكل وعي ومسؤولية على هذه الثورة وأهدافها باعتبار أن رجال الأعمال التونسيين مستعدون للعودة الى تونس للاستثمار في بلدهم والمساهمة في خدمته بما يرتقي وبشكل فعلي في الاتجاهات وتمهيد سبل الاشراق لتونس... حمدي العوني (مدرب رياضي) شعرت وككل تونسي بالنخوة والانتشاء والعزة والفخر عند اندلاع الثورة في وطني حيث كنت أتابع القنوات ومختلف المواقع الإلكترونية والفايس بوك وعبر الاتصالات الهاتفية المباشرة والمكثفة للعائلة وللأصدقاء وبعد النجاح الذي يؤشر وبصفة مبدئية وراقية لمستقبل مشرف عدت الى تونس بعد أيام قليلة من الثورة ووقفت هناك على الحقائق عن قرب حيث تغيرت المعاملات بداية من بوابة المطار وصولا الى الشارع الذي تنفس فيه المواطنون نسائم الحرية قبل الرجوع الى الامارات التي التف حولي بها عديد التونسيين مستجلين حقائق الوضع في الوطن... إلا أنني وإن أعرف أن الثورات في العالم لها رواسبها ومشاكلها فإنني مدرك أن وعي الشعب التونسي كبير للمحافظة على مبادئ الثورة باعتبار أن المسؤولية تاريخية والثورة جاءت من أجل الارتقاء بتونس وذلك بعد الاطاحة برموز الفساد والاستبداد وبالتالي علينا جميعا كتونسيين سواء كنا بالمهجر أو في تونس أن نمهد سبل النجاح لبلادنا ونؤسس لمرحلة قادمة من المفروض أن تكون مشرقة جدا كما علينا أن نبني وطننا وكل من موقعه حتى يستمر فخرنا واعتزازنا بالثورة ومبادئها خاصة حتى نسجل لبلادنا ما تستحقه من انجازات وحريات وديمقراطية... وتونس دائما في القلب... محمد معتوق (اطار بالسياحة) قضيت سبع سنوات بالامارات ولم أعش ما عشته حين اندلعت الثورة بتونس يوم 14 جانفي كما لم أشعر بتلك النخوة والاعتزاز كتونسي ما شعرت به من فخر كبير... أما عن متابعتي للشؤون الوطنية وما يحدث في وطني خلال تلك الفترات فإنني ككل تونسي خارج الحدود كنت وبصفة مكثفة أجلس أمام شاشات مختلف الفضائيات والانترنات وغيرها وأنا تحت ضغط وتوتر من جهة وانتشاء واعتزاز من جهة أخرى واعتقد أنه حان الوقت الآن وبعد أربعة أشهر أن يقف قطار تونس على السكة الصحيحة المنصهرة في مبادئ الثورة الراقية بما يؤكد نضجنا ووعينا كتونسيين جديرين بهذه الثورة ليعود الهدوء والاستقرار الى بلادنا دون أن يحاول أي حزب الركوب على الثورة وعلى مبادئها ولا الادعاء بامتلاك الحقيقة... كما لا شك أن النظام القادم قد عرف الدرس واستوعبه جيدا وأدرك أن التونسي ليس سهلا ويستطيع الاطاحة بأي كان اذا لم يخدم الوطن متمنيا من الله عز وجل أن يزرع كل منا بذرة الخير في تونس ليكون المستقبل مزدهرا ومشرقا للغاية. فاتن الزموري عشت الثورة تحت ضغوطات كبيرة وتوترات أكبر على الرغم من «اللمة» التونسية في الامارات والمتابعة المستمرة لكل ما يحدث في تونس حيث الخوف من المجهول وخاصة بعد بروز ظاهرة النهب والشغب والتجاوزات... أما اليوم فإنني وكتونسية مرفوعة الرأس وأصبحت كما أصبح كل التونسيين محل تقدير واحترام من مختلف الجنسيات الأخرى أعتقد أنه حان الوقت لمضاعفة المجهود والعمل على انجاح مبادئ الثورة ومبادئها تمهيدا لنجاحات المستقبل. استعداد للاستثمار بتونس قد تتعدد الآراء وتختلف لدى جاليتنا التونسيةبالإمارات لتصب كلها في بحر واحد يؤكد اعتزاز كل تونسي هناك بالثورة المجيدة واعتزامه العودة للاستثمار في تونس والاستقرار بها رغم التخوف النسبي من المجهول باعتبارهم يفضلون اختزال الزمن والدخول في العمل الجدي المساهم في ارتقاء البلاد والانصهار في مبادئ الثورة المجيدة والخالدة التي رفعت رؤوسهم في الامارات وأصبحوا في الآونة الأخيرة محل تقدير أكبر من تلك الفترات السابقة التي يعتبرونها حالكة ومتسمة بالفساد والاستبداد والتجاوزات والاخلالات.