حرصا مني على توضيح جملة من المفاهيم الخاطئة التي تسرّبت على إثر بعض البرامج التلفزية ورفعا لكل لبس أشير: 1 لم أقصد، حين تحدثت عن قضية تشغيل حاملي الشهائد العليا، اقصاء المعطلين خريجي المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي، بل تحدثت عن خريجي التعليم العالي عموما دون تخصيص ولكن الأولوية حين يتعلق الأمر بدور الشباب والثقافة تظل الى هؤلاء من باب احترام الأولويات المتعلقة بالاختصاص وهي قناعة عبّرت عنها مرات حين حضرت جلسات تفاوض مع وزراء الشباب والرياضة. 2 أنني لا أقصد اقصاء مديري دور الثقافة والشباب الحاليين، إذ هل يعقل أن نبحث عن مواطن شغل اضافية عبر حرمان آخرين؟ لست نقابيا إذا فكرت كذلك، بل أردت فقط الاشارة الى أن هذه الدور من أجل مزيد تنشيطها في حاجة الى تعزيزات من حاملي الشهائد المختصين في مجال التنشيط. 3 لم أقصد حين تحدثت عن الأساتذة المؤطرين المسّ من اطار التأطير والارشاد الذي أكن له، بحكم انتمائي المهني أولا والنقابي ثانيا، كل الاحترام والتقدير، ولكن قصدت بعث خطة أستاذ يخضع الى التكوين المسبق، من أجل الغوص في دراسة ظاهرة العنف وأسبابها من خلال ما يلاحظه من ممارسات داخل المؤسسات التربوية. 4 إنني طالما تحدثت عن آفاق السياحة وعن واقعها الحالي وواقع المشتغلين فيها، وأكدت في كل مرة على أن السياحة لن تنتعش إلا باستقرار الأمن وبمناخ سليم وشفاف وبتحسين الخدمات عن طريق مزيد العناية بالموارد البشرية ماديا ومعنويا وما سمّي بتصريحاتي النارية عند البعض والمتمثلة في رفض التشكيلة الحكومية الأولى ورفض الثانية بعد أن فشلت في اقرار الأمن كانت لغاية البحث عن حكومة تعكس طموحات الجميع من خلال تلك الشروط التي حدّدها الاتحاد العام التونسي للشغل والتي ثبتت صحتها وفنّدت كل التهجمات التي تعرضت لها منظمة الشغالين والتي أدعو أصحابها الى مراجعتها وإلى التسليم بأن هذه المنظمة ستظل رغم النقائص درعا واقيا إزاء كل المخاطر التي تتهدّد بلادنا وشعبها. 5 أنني كنت ومازلت وسأظل ضد كل الصراعات الجهوية، بل على عكس ذلك، فإني أؤمن راسخا بالتكامل بين الجهات والصراع يظل بين كل من يطمح الى تونس أفضل تتوفر فيها الحريات العامة والفردية والحقوق النقابية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية لكافة الشغالين وبين أولئك الذين يريدون الجرّ إلى الوراء والدفاع عن القيم والمبادئ التي تتضارب والديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية. إنّ الجهات تكمّل بعضها والثورة التي عاشتها تونس اشتركت فيها كل الجهات والطبيعة ذاتها تؤكد هذا التكامل فلا يستطيب العيش في بلادنا دون سواحل وزيوت الساحل ودون قوارص نابل ودون تمور الجريد ودون زيوت صفاقس والجنوب ودون ثروات مناجم قفصة ودون المركب الكيميائي بقابس.