تونس الشروق : كنت وللأسف الشديد أحد المتتبعين لما تعرضه شاشات التلفزة المحلية التي أوصلتني حالها للاصابة بمرض نفسي... آخرها حصة بقناة حنبعل حول المسامح كريم والضيف الشاب مروان الخريجي الذي طالب باجراء التحاليل المخبرية او الجينية لمعرفة ان كان بن علي الرئيس المخلوع والده من عدمه. وسألني الكثيرون لماذا لم أكتب ولم أستغل الموقف اعتبارا لكوني أول من نشر مشكلة مروان بجريدة أخبار الجمهورية حيث كنت أعمل في سنة 2005. وللتوضيح فإني نسيت هذا الملف باعتباره ملفا مثل غيره من الملفات التي يبحث فيه شاب عن والديه الحقيقيين ومن ثم فإني نصحت مروان نفسه الذي اتصل بي أكثر من مرة بعد 14 جانفي بالتريث خاصة في فترة يكنّ فيها الشعب كلّه الغضب على بن علي وباقي عصابته. الا وأنه وبمشاهدتي البرنامج اكتشفت الكثير من المغالطات للرأي العام من روايات لا علاقة لها بالواقع أبدا تبدأ من حكاية تهديد الطرابلسية للصحيفة الى حضور ليلى بن علي منطقة الأمن... والحال أني أنا من كتبت الموضوع ولم أتعرض لأي نوع مما وقع ذكره. وللتوضيح فإنه خلال سنة 2005 اتصل بي الشاب مروان الخريجي في مكتبي بايعاز من صديق وأعلمني بمشكلته المتمثل في اكتشافه لكون والديه الذين ربياه ليسا هما والديه الحقيقيين وأن الأمر حزّ في نفسه لدرجة اصابته بانهيار نفسي... دخل معها في دوامة حيرة بسبب عدم معرفة والدته ووالده الحقيقيين. فنشرت مشكلته على أمل أن يتعرف الى صورته والدته الحقيقية فتبحث عنه وفعلا وبعد نشر بعض التفاصيل الدقيقة اتصلت بنا عائلتان أحدهما من برويس وكانت ظروف اختفاء رضيعهما شبيهة بحالة مروان وطالبت العائلتان باجراء التحاليل الجينية لكن مروان رفض بشدة خاصة مع العائلة القادمة من بورويس (مقتنعا يومها بكون هذه العائلة لن تكون عائلته...) مع الاقرار بكون العائلة كانت حالتها المادية مزريةجدا. وانطلقت مأساة مروان حين أصرّ على معرفة والديه فقال له والده بالتبني ووالدته (اللذان توفيا فيما بعد) أنه ابن الحاكم ومن ثم قال له والده (انت ولد الزين) ومنذ ذلك التاريخ انقلبت حياة مروان ودخل في دوّامة كبرى لاجراء هذا الاختبار لتحديد النسب. مغالطات اثر نشرنا للمقال لم يتصل بنا أي شخص من عائلة الطرابلسية لا ذكر ولا أنثى ولا من بعيد ولا من قريب... اذ أن الموضوع كان عاديا جدا كغيره من القضايا التي ننشرها كما أنه لم أتعرض لا أنا ولا مدير الصحيفة أنذاك الى أي تهديد وبعكس ما صرّح به لم تتصل بنا عائلته الموسّعة ولم تعرض علينا المال ولا غيره. كما أني كنت الصحفية الوحيدة التي تحدثت اليه ولم يكن للصحيفة دخل فيها لا مديرها ولا صحفيوها. دخول المستشفى أما بخصوص مشكلة نقله للرازي أول مرة فإن وقائع الحادثة كنت شاهدة عيان عليها، إذ أنه في ذلك التاريخ حمل مروان معه حقيبة رياضية ملأى بالوثائق والصور وطالب بمقابلة الوزير الاول محمد الغنوشي آنذاك وأصر على طلبه في دخول المنزل فما كان من عون الأمن المتواجد على عين المكان الا الاتصال باحدى الدوريات التي انتقلت على عين المكان وتم منع مروان من محاولة الدخول عنوة ونقله الى منطقة الأمن بأريانة حينها اتصل بي على هاتفي الجوال وأعلمني بكونه تم ايقافه، فانتقلت بسيارتي الى المنطقة المذكورة ووجدته في مكتب رئيس المنطقة جالسا الى كرسي وبجانبه الحقيبة الرياضية وعلمت حينها بموضوع محاولة اقتحامه لبيت الغنوشي. وكيف تم ايقافه وتفتيشه وبالتالي حجز الحقيبة التي استرجعها فيما بعد وتحتوي على صوره كلها، وأذكر أنه تمت استشارة النيابة العمومية في شأنه وتحرير محضر بحث تم نقله بموجبه الى مستشفى الرازي لعرضه على الفحص الطبي ومنه تم اخلاء سبيله بعد اكثر من أسبوع كنت خلاله اتصل به يوميا للاطمئنان عليه. ولم تحضر حينها لا ليلى ولا بلحسن ولا غيرهم لأن الموضوع كان منحصرا في شاب حاول دخول بيت الوزير الأول. ولئن أنشر هذا الكلام فإنه من باب ايضاح وتفسير عدة أشياء خاصة بعد اتصال من مروان أمس يلومني على عدم نشر قصته الأمر الذي دفعه للالتجاء لباقي وسائل الاعلام وكونه يشك في كون احدى الاعلاميات التونسيات الشهيرات (بالخارج) هي والدته (علما وأن هذه الاعلامية لا يمكن ان تكون والدته وهي تكبره بعشر سنوات). أردت فقط ايضاح بعض النقاط للعموم خاصة فيما يتعلق بتهديد الطرابلسية للصحيفة ولمديرها، وهو أمر لا علاقة له بالواقع.