أعلنت السلطات البحرينية أمس حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر بينما زادت حدّة المظاهرات الاحتجاجية التي تخلّلتها مواجهات أسفرت عن سقوط جندي سعودي من قوات «درع الجزيرة» التي وصلت أمس الأول وأثارت انتقادات واسعة من جانب إيران. وذكر التلفزيون البحريني أن الملك حمد بن عيسى كلّف قائد قوة الدفاع للقيام بتسيير الأعمال خلال فترة الأشهر الثلاثة التي ستطبق فيها حالة الطوارئ بدءا من يوم أمس. في الأثناء أعلن مصدر أمني سعودي أن أحد رجال القوات المسلحة السعوديين الذين وصلوا الى البحرين قُتل أمس متأثرا بطلق ناري من المتظاهرين. وقال المصدر الذي رفض عدم الكشف عن هويته ان الجندي وهو برتبة رقيب أول قتل إثر اشتباكات مع المتظاهرين وتعرّضه لإطلاق نار من مصدر مجهول. وكانت المعارضة البحرينية قد احتجّت بشدة على تحول قوات «درع الجزيرة» معتبرة ذلك «تدخّلا سافرا في شؤون البلد». لكن ايران دخلت بقوة على الخط وقالت انها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه تدخل السعودية في البحرين. وفي أول تعليق على وصول القوات الخليجية الى المنامة قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي «نحن نتوقع من الحكومة البحرينية أن تتعامل بحكمة ودراية مع مطالب الشعب وأن تحترم الأساليب السلمية التي يلجأ إليها الشعب لتحقيق هذه المطالب»، مضيفا أن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي» إزاء هذه التطورات. وطالب صالحي أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو ب«استخدام كل الامكانات لمنع اللجوء الى العنف» في البحرين. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست أمس أن دخول قوات تابعة لدول مجلس التعاون الخليجي الى البحرين «غير مقبول» ولن يؤدي إلا الى جعل المسألة أكثر تعقيدا، حسب تعبيره. وقال مهمانبرست «لا نعتقد أنه من الصائب أن تكون قوات من بلدان أخرى خصوصا من بلدان الخليج موجودة أو أن تتدخل في قضية البحرين». من جانبه رأى رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني أن ارسال قوات عسكرية الى البحرين سيجعلها «تواجه غضب الشعب البحريني، وبالتأكيد سيعود ذلك عليها بالضرر مستقبلا»، حسب قوله. في المقابل دافعت قطر عن قرار إرسال قوات خليجية الى البحرين، وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني في تصريحات لقناة «الجزيرة» أمس ان دخول تلك القوات تمّ وفقا للمعاهدات الأمنية الخليجية، مؤكدا في الوقت ذاته أن المعارضة البحرينية هي جزء من الشعب البحريني» ودعاها الى الحوار وترك الاعتصام. وبالتوازي قرّرت وزارة الخارجية البحرينية استدعاء سفيرها في طهران بشكل فوري للتشاور. وتحدثت مصادر إعلامية متطابقة عن سقوط قتلى وأكثر من 100 جريح في هجوم نفذته قوات الأمن البحرينية ضدّ المتظاهرين في مدينة «سترة» شرق البلاد.