لوّحت إيران بإشعال حرب سنية شيعية في منطقة الخليج وهدّدت بخنق من سمّتهم «المعتدين» بعد ارسال السعودية والامارات قوات عسكرية (درع الجزيرة) لدعم حكومة البحرين (السنية) في مواجهة احتجاجات المعارضة البحرينية (الشيعية في معظمها) محذّرة من أن الأزمة يمكن ان تقود الى «صراع أوسع نطاقا» في وقت أعلن الجيش البحريني فرض مناطق حظر جوّي. وفي أحدث تطوّر على صعيد الأزمة البحرينية أعلن الجيش البحريني أمس فرض مناطق حظر بحري قبالة مناطق واسعة من السواحل وذلك لفترات تبدأ من الخامسة مساء الى السادسة صباحا. تصعيد وتشمل المناطق المحدّدة سواحل محاذية لميناء خليفة والحدّ الشمالي من السواحل الشمالية للمملكة ولغاية 3 أميال بحرية شمالا والحد الجنوبي الى غاية 6 أميال بحرية غربا. واعتبر مراقبون أن هذا الاجراء يعكس مخاوف لدى السلطات البحرينية من أي تدخل في الأزمة التي تعيشها البلاد. في الأثناء اعتبرت صحيفة «المصري اليوم» الصادرة أمس أن خطاب السلطة الايرانية يصبّ في اتجاه اشعال حرب سنية شيعية إذا ما تواصل «التدخّل» الخليجي في البحرين. وأشارت الصحيفة الى التحذير الذي وجّهه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى القادة السعوديين والاماراتيين معتبرا أن «التدخل العسكري عمل مشين ومحكوم عليه بالفشل وشعوب المنطقة ترى أنه من صنع الولاياتالمتحدة». وأضاف نجاد «أقول الى بعض الذين ارسلوا قوات مسلحة الى البحرين إن بعض دول المنطقة أرسلت في الماضي قوات الى جيران لها ومن ثم يجب استخلاص العبر مثلما حصل لصدام حسين». وتابع نجاد قوله مخاطبا الخليجيين «الولاياتالمتحدة ليست صديقة وفية لكم فقد ضحت في الماضي بأصدقائها وانتقد نجاد قادة البحرين ودعاهم الى الاستجابة لمطالب المعارضة». من جانبه هدد حسين نجفي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الايراني بأنه إذا لم يتم اخماد نيران السعوديين في البحرين فإن طهران وبدافع الحفاظ على استقرار المنطقة ستتحرك سريعا لخنق الدول المعتدية حسب تعبيره. وفي سياق الغضب الايراني من الموقف السعودي في البحرين هاجم حوالي 700 شيعي ايراني بالحجارة مقر القنصلية السعودية في مدينة مشهد التي تقع شمال غربي ايران على الرغم من انتشار اعداد كبيرة من قوات الأمن الايرانية احتجاجا على ارسال قوات سعودية الى البحرين. وحطّم المتظاهرون الغاضبون بالحجارة نوافذ القنصلية وردّدوا شعارات معادية للسعودية وطالبوا بإبعاد القنصل. وتمكّن المتظاهرون من «انتزاع لافتة القنصلية ورفع العلم البحريني على المدخل» في الوقت الذي عملت الشرطة على ابعاد المتظاهرين واستخدمت مرّتين الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. أولوية الأمن قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن المنامة ملتزمة بالحوار لكن استعادة الأمن والنظام هي الأولوية الآن. وأضاف الوزير أن بلاده ليست على الطريق الخطأ كما قالت واشنطن وأنها ستوضح ذلك. كما أعلن أن مزيدا من قوات درع الجزيرة سيصل إلى البحرين وأنها ستبقى ما دامت هناك حاجة إليها. واتهم وزير الخارجية البحريني إيران بالتدخل في شؤون البحرين من خلال تصريحات مسؤوليها. وفي شأن ذي صلة بأحداث البحرين، أزالت السلطات أمس الأول نصبا في وسط دوار اللؤلؤة الذي كان رمز الاحتجاجات التي اندلعت قبل أسابيع، وحولته جرافات وحفارات إلى ركام. ووُضع النصب الذي يمثل كل ركن من أركانه الستة دولة عضوا في مجلس التعاون الخليجي في الميدان في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي بمناسبة قمة تأسيس مجلس التعاون الخليجي. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن وزير الخارجية البحريني علق على ذلك بقوله «إننا نريد أن نمحو الذكريات السيئة» علما أن حشود المحتجين اعتادت على التجمع في ذلك الميدان منذ منتصف الشهر الماضي.