تواصل كتائب العقيد معمر القذافي زحفها نحو المعاقل الأخيرة للثوار الليبيين حيث أكدت أنباء متطابقة سيطرتها على مدينة «أجدابيا» وقطع الطريق الرابط بينها وبين «بنغازي» فيما أسفرت الغارات المكثفة على «مصراتة» عن سقوط 11 قتيلا على الأقل ويستمر الغرب في المقابل في سكوته المخزي عن المجازر المحيقة بالشعب الليبي وفي تقديمه ل«صك على بياض» للنظام لسحق الثوار مستعيضا بالثروة البترولية عن الثورة الليبية. وأكدت مصادر محلية قصف الكتائب الأمنية للقذافي لمدينة «أجدابيا» شرق ليبيا برا وبحرا مشيرة الى أن غارات القوات النظامية أدت الى مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين. أجدابيا تحت النار وهاجمت القوات المدينة بالطيران والمدفعية الثقيلة وقطعت الطريق الموصلة الى بنغازي وقال التلفزيون الليبي الرسمي ان المدينة سقطت في أيدي قوات العقيد وهي تقوم حاليا بما سماه التلفزيون بتطهيرها من العصابات المسلحة. واعترف وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعير بوجود بعض العناصر التي تطلق النار على قوات العقيد مضيفا ان الأخيرة عاكفة على تعقبهم. بيد أن متحدث باسم الثوار قد نفى صحة هذه الأخبار وأوضح ان معظم المدينة في قبضة الثوار. وفي مدينة «مصراتة»، نقلت وكالة «رويترز» عن سكان قولهم ان قوات القذافي هاجمت المدينة من بواباتها الثلاث. وذكر سعدون المصراتي ان الكتائب الأمنية قصفت الاحياء السكنية بشكل عشوائي لاشاعة الذعر بين المواطنين ودفعهم الى مغادرة المدينة التي لا يزال الثوار يحكمون سيطرتهم عليها. ونسبت جهات اعلامية لطبيب في مستشفى «مصراتة» تأكيده استقبال المستشفى لخمس جثث الى حد اللحظة وان الطاقم الطبي متقين بوجود مزيد من القتلى. وأضاف أن معظم الضحايا يأتون من الاجزاء الشرقية والجنوبية من مصراتة. وأكد شهود عيان أن كتائب القذافي قصفت عددا من المساجد والمباني السكنية في مصراتة فيما تحدثت مصادر عن فقدان 4 صحافيين. وفي نفس السياق الميداني، تعرضت مدينة «بنغازي» أمس الى قصف جوي كثيف الذي ينظر له عسكريا كديباجة للتدخل البري. وقال العقيد فرج الفيتوري من الثوار ان بنغازي تعرضت لقصف جوي بيد ان المضادات الارضية تصدت للطائرات الحربية وأجبرتها على الفرار. وأعلن الجيش الليبي الليلة قبل الماضية في بيان موجه لسكان «بنغازي» عن قرب تقدم قواته الى المدينة. وقال البيان: ان القوات المسلحة قادمة لتأمينكم ورفع الغبن والظلم عنكم وحمايتكم واعادة الهدوء والحياة الطبيعية الى المدينة وفق نص البيان. وأضاف ان هذه العملية عملية انسانية ولا تهدف الى الانتقام من أي أحد. انسحاب من «بنغازي» من جانبها، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» عن قيامها بسحب أطقمها العاملة في بنغازي ومغادرتها الى مصر. وأوضح متحدث باسم المنظمة أن أفراد «أطباء بلا حدود» توجهوا الى مصر رفقة عدد من عمال الاغاثة والصحفيين نتيجة المعارك العنيفة الدائرة هناك. وأشار الى أن فريق المنظمة موجود حاليا في «الاسكندرية» وأنهم مستمرون في تقديم مساعداتهم لدعم المنشآت الطبية الليبية من خلال توفير الادوية والمعدات الطبية اللازمة. هجوم على الغرب من جهتها شنت صحف عالمية هجوما عنيفا على الدول الكبري معتبرة أنها سمحت للنظام الليبي باستعادة توازنه العسكري والسياسي ومن ثمة الاستفراد بالشعب الليبي ومعارضته المسلحة. وعلقت «الغارديان» على المستجدات السياسية والأمنية في ليبيا بالقول: الثورة الليبية على وشك الانهيار مع اقتراب قوات القذافي من مشارف «بنغازي» خاصة عقب اعتراف باريس بأن فكرة اقامة حظر جوي باتت متأخرة جدا. واتهمت الصحيفة واشنطن بالتلكؤ في الانضمام الى المسعى البريطاني والفرنسي لاقامة منطقة حظر جوي. كما اعتبرت «التلغراف» أن قادة العالم متخوفون جدا من العقيد ويفرون من وجهه وتخلوا عن الثورة لصالح الثروة فقط.