فيما أعلنت قوات العقيد معمر القذافي أمس أنها تستعد لشن عملية ضد بنغازي، أكد الثوار الليبيون أنهم أغرقوا بارجتين تابعتين لتلك القوات وأصابوا ثالثة في تطور نوعي للمعارك بين الجانبين، كما أعلنوا عن استيلائهم على ناقلة محملة بالبنزين كانت قادمة من اليونان في طريقها إلى طرابلس. فقد أكد المتحدث باسم قوات المعارضة، خالد السايح في مؤتمر صحفي أمس أن مدينة أجدابيا مازالت بأيدي الثوار وأنها لم تسقط بأيدي كتائب القذافي، وإنما وقعت تحت قصف جوي. وفي الأثناء حاولت إحدى الكتائب اختراق المدينة، ونجحت في التقدم ودخول المدينة بقوة صغيرة، غير أن الثوار دحروها وقتلوا عدداً من أفرادها وأسروا آخرين، مشيراً إلى أن كتائب القذافي تتواجد غربي المدينة. وكشف المتحدث باسم الثوار أن قوات جوية تابعة للثوار قصفت تجمعات كتائب القذافي خارج أجدابيا، كما قصفت بارجتين حربيتين واستولى الثوار على ناقلة نفط مسجلة باسم هانيبال القذافي وكانت محملة بنحو 25 الف طن من الوقود، وتحمل اسم «أنوار أفريقيا» وتم تحويل وجهتها إلى ميناء تابع للمعارضة. من جهتها، ذكرت صحيفة «برنيق» المؤيدة للمعارضة الليبية نقلاً عن أحد ضباط سلاح الجو بقاعدة بنينا الحربية ببنغازي، في اتصال هاتفي، تأكيده أن «طائرتين تابعتين للثوار وهما من طراز (ميغ 23) وعمودية أغرقتا بارجتين حربيتين تابعتين لسلاح البحر التابع لمعمر القذافي وأحرقتا ثالثة»، كما قصفت عددا من الدبابات في مواقع المواجهة عند إجدابيا والبريقة. تعزيزات وأفاد مراسلون صحافيون أمس عن وصول تعزيزات عسكرية من الثوار قادمة من بنغازي إلى مشارف أجدابيا للحيلولة دون سقوط المدينة التي تحاصرها من ثلاث جهات الكتائب الأمنية الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي. أما في مدينة مصراتة، فقد نجح الثوار في صد هجوم للكتائب استخدمت فيه الدبابات والمدافع. وقال المراسلون إن كتائب القذافي تحاول محاصرة مدينة أجدابيا، بعد أن عجزت عن الدخول إليها حيث تتواجد الكتائب في المدخلين الشرقي والغربي بالإضافة إلى معلومات أخرى تفيد بتواجدها أيضا في المدخل الجنوبي على الطريق المؤدي إلى مدينة الكفرة. وأفاد شهود عيان بأن الثوار استولوا على سبع دبابات في أجدابيا خلال المواجهات التي دارت اليوم بين الجانبين. ومن أجل الحيلولة دون سقوط هذه المدينة في أيدي القوات الحكومية، انطلقت قوة عسكرية كبيرة للثوار من مدينة بنغازي إلى مدينة أجدابيا معززة براجمات الصواريخ والدبابات. وأوضح المراسلون أن القوتين توجدان حاليا على بعد خمسة كليومترات من أجدابيا في وقت تواصل فيه الكتائب قصفها البري والبحري للأحياء السكنية بالمدينة. أما فيما يخص مواجهات أول أمس فقد قتل 25 شخصا على الأقل، فيما أصيب أكثر من 70 آخرين في الغارات التي شنتها الكتائب على أجدابيا. مصراتة تتصدى على صعيد آخر، قال عضو اللجنة الإعلامية لشباب ثورة 17 فبراير سعدون المصراتي إن الثوار تصدوا لكتائب القذافي التي حاولت التقدم عبر المدخل الشرقي لمدينة مصراتة. وأضاف أن المواجهات بين الطرفين أجبرت القوات الموالية للنظام على التراجع هاربة من المدخل الغربي للمدينة بعد أن تكبدت خسائر من جرحى وقتلى. واعترف المصراتي بسقوط «ثمانية شهداء» في جانب الثوار، معتمدا على تقرير مستشفى مصراتة في المواجهات التي وصفها ب»غير العادلة». وقال إن معظم الذين سقطوا في القتال تفحمت جثثهم بعد أن أصيبوا إصابات حارقة من قبل مدفعية القذافي. نداء إلى التعبئة وتأتي هذه التطورات فيما دعا الجيش الليبي قواته للانضمام للزحف العسكري نحو بنغازي معقل المعارضة، وبينما قال سيف الإسلام ابن العقيد معمر القذافي ان العمليات العسكرية انتهت وكل شيء سينتهي خلال 48 ساعة لأن القوات الليبية تشارف على الدخول إلى بنغازي التي تعتبر معقل الثوار. وسئل القذافي الإبن في مقابلة خاصة أجراها تلفزيون «يورو نيوز» معه في طرابلس، عن رد النظام الليبي في حال تبنت الأممالمتحدة فرض حظر جوي على ليبيا، فأجاب ان "العمليات العسكرية انتهت، وخلال 48 ساعة سينتهي كل شيء، قواتنا تشارف على الدخول إلى بنغازي وأياً يكن القرار فسيكون متأخراً جداً"ورداً على سؤال عن مصير الذين قاتلوا ضد النظام الليبي، قال سيف الاسلام «أولاً لقد غادروا، فأنت تعرف ان عند الحدود حشوداً ترغب في العودة إلى مصر، ونحن وجيشنا والشعب ندعو لترك ممر آمن للخونة والميليشيات، وأولئك الذين اتصلوا بأمريكا وبريطانيا وفرنسا والذين طالبوا بعودة القوات البريطانية والأمريكية يغادرون مع عائلاتهم إلى مصر" "أطباء بلا حدود" تغادر بنغازي في هذه الأثناء، أعلن متحدث باسم منظمة «أطباء بلا حدود» أن المظمة سحبت أول أمس طاقمها من بنغازي، وأرسلته إلى مصر وذلك أمام تقدم قوات العقيد معمر القذافي. وجاء في بيان للمنظمة على موقعها الالكتروني ان عملية الاجلاء جاءت بسبب «المعارك العنيفة والمستمرة في ليبيا»، مضيفا إن "الطواقم انسحبت إلى الاسكندرية في مصر"واضاف "سوف تحاول الطواقم مواصلة دعم المنشآت الطبية الليبية وخصوصا تزويدها بالادوية والمعدات الطبية"وأوضح "حتى الان، نقلت منظمة اطباء بلا حدود 33 طنا من المواد الطبية ولكن الظروف الأمنية تعيق وصول الفرق الطبية إلى المناطق التي هي بحاجة كبيرة للمساعدات بسبب المعارك"