كعادته نظم معهد الصحافة وعلوم الاخبار أمس ندوة صحفية بمدرج المعهد تحت عنوان «واقع المشهد الاعلامي التونسي عقب ثورة 14 جانفي» خاصة منها الاستقصاء والتحقيق في الصحف ذات الملكية الخاصة وفي صحف المعارضة، والالتزام بأخلاقيات المهنة وحرية التعبير. وتمحورت الندوة وتركّزت خاصة حول التحقيق الصحفي في وسائل الاعلام الذي تعترضه صعوبات كبيرة في الحصول على المعلومة الصحيحة. وافتتحت الندوة الأستاذة حميدة البور التي عرفت التحقيق على أنه شكل صحفي يهدف الى إثبات الشيء أو نفيه عن طريق وثائق فهو نوع من أنواع الصحافة الصادقة نظرا للمصداقية والشفافية، فالتحقيق هو «ملك الأشكال الصحفية». وقد ذكرت السيدة حميدة البور في بداية الندوة أن الضيوف هم من خريجي معهد الصحافة وعلوم الاخبار. وفي مداخلتها عن التحقيق أكدت السيدة ريم سوودي لجريدة «الصباح» أن التحقيق لا يكون تحقيقا إلا من خلال الدلائل والوثائق التي هي ضرورية في إنجاز تحقيق ناجح مشيرة الى أن مهمة الصحفي الحصول على المعلومة والحقائق «فهو يضع اصبعه على الداء ولا يعطي الدواء» فهو يطرح الحلول التي يستقصيها من المصادر التي بحث عنها. وذكرت أنها تعرضت الى عراقيل وصعوبات خاصة عند قيامها بالتحقيقات في الحصول على المعلومة «حاولت القيام بتحقيق حول القناصة بعد 14 جانفي لكن اعترضتني بعض الصعوبات تحول دون القيام بذلك، فالاشكالية اليوم مطروحة في مصدر المعلومة، فجل الادارات والمصالح المعنية تحاول التهرّب من الكشف عن الحقائق». وفي ذات السياق أشار الصحفي توفيق العياشي (الطريق الجديد) أن صحافة التحقيق كانت منقوصة وإن لم نقل منعدمة «فأنا أتحدى أي جريدة أو وسيلة اعلامية أن تقول أن القناصة تنتمي الى فرقة الكومندوس» فالرقابة مازات موجودة». وعن الانتماء السياسي فقد أكد أنه عدو حرية الصحافة وإرادته واستقلاليته، فالسلطة الحزبية مازال مضمونها مرتبطا بالرأي والتحليل «أنا مثلا بعد الثورة وقع إلغاء مقالي من الصدور لأنه تطرّق الى التدخل الليبي في تونس زمن الثورة» أما الآن ومستقبلا «كل الطرق جائزة من أجل الحصول على المعلومة في ظل وضع مغلق ومتكتم على المعلومة خاصة في الوضع الراهن لأن الجهات الرسمية الى حدّ الآن لا تقدم تصاريح». وأشار الى الدور الكبير الذي يلعبه معهد الصحافة في التكوين وأنه ليس صحيحا أن طلبة معهد الصحافة لا يتلقون تكوينا أكاديميا وعلى أسس صحيحة بل بالعكس هناك عديد الصحفيين الذين هم من خرّيجي معهد الصحافة وهم الآن في وسائل إعلامية كبيرة في العالم العربي المعروفة. وفي مداخلتها أكدت الصحفية أسماء سحبون من جريدة «الشروق» أن المجال أصبح مفتوحا نوعا ما بعد الثورة للقيام بتحقيقات مهمة تنير الرأي العام وتكشف الحقائق المتستر عنها، مؤكدة أن التحقيقات قبل 14 جانفي كانت عادية وتنقصها الشفافية والمصداقية فالعمل الميداني ناقص لكن الى حدّ الآن ليست هناك بوادر توحي بخلق فضاء جديد بعد الثورة، وعن تجاربها قالت إنها قامت بتحقيق على «الماء» وخاصة منها محطة «مطير» «فحصلت لي بعض التضييقات من السلط المعنية لأنه أظهر أن الماء يساهم في ظهور مرض «الزهايمر»، فالتحقيقات المؤثرة ساهمت في طرد عديد الأعوان الذين ساعدوا الصحفيين في كشف الحقائق». وعن «الشروق» أكدت أنها الجريدة الوحيدة التي بها قسم للتحقيقات.