«دورو» هيلاري.. «براءة» التعيينات وشطحات القذافي؟؟ الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية وإن تحمل في طيات خلفياتها الكثير من الأسرار والخفايا «الامبريالية» التي ترنو من خلالها الى الحظور الأمريكي ودعمه أكثر في المنطقة ككل سواء كانت المغاربية أو العربية أو المتوسطية ومحاولة استكشاف الثنايا الدقيقة حول ما سيحصل في تونس بعد الثورة وأيضا حول ما يحصل في ليبيا حاليا فإنها (أي الزيارة) تخلّلتها الاحتجاجات الكثيرة من قبل الأحزاب والمنظمات التونسية وشعب الثورة ككل قبل أن ترد «هيلاري كلينتون» بإهانة لنا تتمثل في إهدائها سيارتي إسعاف للهلال الأحمر التونسي بمقرين وهو ما يذكرنا بذاك الشاب الذي أهداه صديق ثريّ لوالده قطعة نقدية بخمس مليمات «أي دورو» ليعبّر له عن احتقاره وإهانته له غير أن الشاب رفض الهدية «الحقيرة» على الرغم من أن ظروفه كانت عسيرة.. و«للحديث روح ومعنى»...!!!؟؟ غير بريئة؟!! تركيبة مجلس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي لم تجد غير الاتهامات لبعض الأعضاء لانتمائهم الى العهد البائد والتساؤلات حول تغيّب بعض الأحزاب والجمعيات والممثلين عن شباب الثورة والجهات وخاصة منها المساهمة وبصفة متقدمة في اندلاع هذه الثورة.. وهو ما يعني أن الأخطاء مستمرة بداية من الحكومة الأولى ثم الثانية وقبل الفصل (56) وبعدها الفصل (57) وصولا الى تعيينات ولاة التجمع ومعتمديه وغير ذلك من الهفوات التي تبدو غير بريئة وليست عفوية بالمرة وبالتالي فإن الوضعية تثير الشكوك. كما تثير الاحتجاجات والاتهامات وعادة ما تبقى الأجواء على حالها أو تتوتر أحيانا بسبب هذه الاضطرابات والهفوات.. الخوف على الثورة.. ومنها؟؟ البعض يخاف على الثورة وسرقتها من الشعب التونسي والركوب على صهوتها وربما الانتقال الى المجهول والبعض الآخر يخاف من هذه الثورة التي قد تشمله فيها المحاسبة وقد يفقد الحظوظ التي كان يتمتع بها وذلك على أكثر من مستوى؟؟ تتشابه الأشياء.. ولكن أين الماء؟ بقدر ما تتشابه الأشياء والمطالب خلال الفترات الأخيرة فإن مطلب التشغيل يبقى أساسيا للمعطلين عن العمل باعتبار أن هؤلاء المعطلين هم الذين ساهموا وبشكل كبير في صناعة الثورة وإنجازها.. والتي كشفت المستور وأفرزت الحقائق المرة والمريرة والأوضاع العسيرة التي ظل يعيشها الشعب التونسي أو الأغلبية الساحقة منه على غرار متساكني عديد الأرياف الذين مازالوا ينتظرون وصول الماء الصالح للشراب الى مناطقهم والحال أن «أزلام» نظام الفساد والاستبداد كانوا يؤكدون على أن «صندوق التضامن الوطني 26 26» قام بكل واجباته ووفر الحياة الكريمة للفئات الضعيفة والمعوزة في كل مناطق وفجاج وجبال وصحارى البلاد قبل أن تتجلى الحقيقة بعد الثورة لتؤكد أنه (أي صندوق 26 26) كان صندوق الابتزاز والسرقة واستغلال النفوذ والفساد بكل أشكاله وذلك على حساب الشعب التونسي. التدخل ضروري تطهرت الفضاءات القريبة من محطة الأرتال من مظاهر الانتصاب الفوضوي واستعادت العاصمة نضارتها غير أن الواجب يفرض أيضا تدخل البلدية للبحث عن فضاء خاص بتجار تلك البضائع التي كانت على قارعة الطريق باعتبارهم من أبناء تونس ومن المفروض حمايتهم والبحث لهم عن سبل تمهد لهم العيش الكريم وفي فضاءات مريحة لهم وللبلدية وللحرفاء أيضا دون الاساءة الى نضارة العاصمة ورونقها ولا الى التجار ولا الى أي أحد.. «زنقة.. زنقة..» في خطابه في الاذاعة الليبية صرّح القذافي مؤكدا أن ليبيا ليست «مصر المهزومة» ولا «تونس المنكوبة»، دون أن يدرك أن مصر كانت منهزمة قبل الاطاحة بنظام حسني مبارك وأصبحت منتصرة بعد ثورتها شأنها شأن تونس التي كانت فعلا «منكوبة» وأيضا مسلوبة من حقها بسبب مظالم الديكتاتور بن علي وفساد «الطرابلسية» وجهلهم غير أن ثورة 14 جانفي المجيدة والخالدة التي شهد بنموذجيتها العالم بأسره غيّرت المعطيات وأصبحت «محبوبة» وخارطة طريق ثورتها «مطلوبة» في كل بلد وبمختلف أجزائها «زنقة.. زنقة.. بيت.. بيت.. حوش.. حوش.. فرد.. فرد..».