تشهد منطقة «الغريبة» الواقعة علي بعد 60 كيلومترا من مدينة صفاقس اعتصاما مفتوحا منذ يوم الثلاثاء 15 مارس حيث تجمّع عدد من متساكنيها ونصبوا خياما فوق خط السكة الحديدية رافعين مطالب ذات صبغة اجتماعية من بينها حقهم في التشغيل، وهو ما تسبّب في شلّ حركة القطارات الناقلة للمسافرين، والبضائع بشكل كامل في اتجاه مدينتي قفصةوقابس. وفي تصريح خصّ به «الشروق» أفاد السيد محمد بن جماعة مدير منطقة الجنوب الشرقي بالشركة الوطنية للسكك الحديدية أن نشاط الشركة سجّل في الأيام الأخيرة تراجعا ملحوظا وأصبح يقتصر تقريبا على السفرات الرابطة بين تونسوصفاقس جرّاء توقف عمل محطة «الغريبة» ذات الأهمية الكبيرة كنقطة عبور الى خطين حيويين، الأول الخط 13 في اتجاه قفصة، والثاني الخط 5 في اتجاه قابس، مؤكدا أنه ليس ضد حق الاعتصام أو أي شكل من أشكال الاحتجاج السلمي، ولكن مصلحة الاقتصاد الوطني تقتضي التحلّي بروح المسؤولية، وتجنب الاضرار بمؤسسة عمومية بحجم الشركة الوطنية للسكك الحديدية التي توفر آلاف مواطن الشغل، وتساهم بصفة فعّالة في الدورة الاقتصادية من خلال نقلها للمواد الكيميائية والحبوب والاسمنت وغيرها. كما أضاف أن الشلل الذي أصاب النقل الحديدي عطّل مصالح الشركات والمعامل في غنوش والمظيلّة وبئر مشارقة والنفيضة على سبيل المثال سواء على مستوى السوق الداخلية أو حتى الخارجية باعتبار أن بعض هذه الشركات لها التزامات مع حرفاء أجانب، دون إهمال المشاكل الناتجة عن إلغاء السفرات المخصّصة لنقل الركاب نحو مدينة قابس البالغ عددها ثماني سفرات ذهابا وإيابا خلال الأيام العادية، فما بالك ونحن على أبواب عطلة الربيع التي تستدعي تعزيزها ببرمجة سفرات إضافية. وطالب مدير منطقة الجنوب الشرقي بالشركة الوطنية للسكك الحديدية الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري لفضّ هذا الاشكال الذي كبّد المؤسسة والمجموعة الوطنية خسائر مادية فادحة تقدّر بمئات الملايين، قبل أن تستفحل الأزمة الى حدّ قد تعجز فيه الشركة حتى عن خلاص أجور موظفيها وعمالها.